كصحافي رياضي، كنت شاهداً على هذا الانحدار. رأيت كيف تُهمش الأصوات المهنية لصالح الأصوات الفارغة التي لا تحمل سوى التهريج والإثارة. في تلك الفترة، شعرت بالأسى على حال مهنتنا التي كانت تعاني التشويه والانتقاص. وسط هذا الجو المشحون، ظهرت بعض الجهود التنظيمية التي تسعى إلى إعادة الأمل للصحافة الرياضية، وتنظيم حضور الصحافيين الرياضيين في المباريات والندوات والمنافسات الخارجية. هذا الجهد الجبار ليس مجرد خطوة تنظيمية، بل هو إعلان لمرحلة جديدة من المهنية والاحتراف.
إحدى أهم الخطوات التي تم اتخاذها في هذا السياق كان فرض شرط التوفر على بطاقة المجلس الوطني للصحافة المغربية لحضور الفعاليات الرياضية. مطلب كان ينتظره الصحافيون المهنيون منذ زمن بعيد، منذ كانت وزارة الاتصال هي الجهة المسؤولة. هذه الخطوة لم تكن مجرد قرار إداري، بل كانت استجابة لرغبة دفينة لدى كل صحافي مهني يبحث عن مكانة لائقة لمهنته.
تأتي ضرورة هذا التنظيم في الوقت المناسب، خاصة مع استعدادات المغرب لاستضافة أحداث رياضية كبرى مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 .
إن هذه الأحداث ليست فقط فرصاً للمجتمع الرياضي المغربي، بل هي فرصة للصحافة الرياضية لتبرز بدورها الفعال في تغطية وتحليل هذه الأحداث بشكل مهني ومتخصص، ما يسهم في تعزيز مكانة المغرب كمضيف رياضي عالمي.
ومع ذلك، لا يمكنني إخفاء قلقي. كيف نضمن أن هذه البطاقة لن تكون حاجزًا أمام بعض الصحافيين الذين قدموا الكثير للمهنة؟ هؤلاء الصحافيون، الذين قد لا يتوفرون على البطاقة المهنية، لكنهم يملكون تاريخًا حافلاً بالمساهمات والإبداعات.
علينا أن نتذكر دائمًا أن المهنية لا تُقاس بورقة، بل بما قدمه الصحافي من عمل جاد وموضوعي على مر السنوات. وهذا ما يجب أن يكون محور اهتمامنا في تطوير الصحافة الرياضية المستقبلية.