ففي خضم انشغالاتها الأسرية كأم وجدة، والمهنية كسيدة أعمال رائدة، قررت هند زمامة صنع مجد آخر لتألق المرأة المغربية، في مجال رياضي صعب ومليئ بالتحديات والصعوبات، ألا وهو تسلق الجبال، الذي كان إلى عهد قريب حكرا على الرجال.
آمنت بقدرتها ورفعت شعار نجاح واحد لا يكفي، نجحت في مسارها المهني وكونت أسرة وترى في أبنائها ثمرة من ثمرات الكفاح المتعدد، وفي حفيدها الأول وحفيدتها الثانية المقبلة بذرة أمل ستكبر يوما لا محالة، والجميل في نظرها أن تكبر معهما طموحات جدتهما ولم لا تصبح قدوة ومفخرة بعد أن تؤدي رسالة أخرى من الرسائل النبيلة، وهي إثبات قدرة المرأة على الوصول إلى تصبو إليه، وأنه بإمكانها النجاح في أكثر من مجال.
تقول هند زمامة أن تسلق قمة جبل "إلبروز" في روسيا لم يكن بالأمر الهين، حيث تطلب هذا التتويج استعدادا نفسيا وبدنيا مهما ومكثفا، مضيفة أن "هذه الصعوبات سرعان ما تزول بمجرد أن تضع قدميك هناك في أعلى قمة الجبل، متوشحا بالعلم المغربي العزيز، بين ثنايا السحاب، هذا الإحساس يزيد من غمرة فرحك بهذا الإنجاز، لتتحول كل الصعوبات والمشقات إلى إحساس بالفخر والاعتزاز بتحقيق نتيجة جيدة، وراء صنع تفاصيلها الدقيقة كل أفراد الأسرة، على رأسهم الوالدين العزيزين، وزوجي الغالي، وأبنائي، وإخوتي، وكل أصدقائي، الذي يساندون طموحاتي في خوض كل التحديات". هذا دون إغفال الدور الكبير للمدربين، تؤكد هند، والذين يحرصون على تقديم كل التوجيهات والتدريبات اللازمة لبلوغ هذا المستوى.
ولعل ما يعطي لإنجاز تسلق قمة جبال القوقاز طعما آخر هذه المرة، بحسب هند زمامة، هو تزامنه مع ترقب ولادة حفيدتها الثانية خلال الأيام المقبلة، معتبرة أن هذا التتويج سيكون أحسن هدية تقدمه لابنتها بهذه المناسبة الغالية على جميع أفراد الأسرة.
قبل أن تعتلي قمة جبل إلبروز في روسيا، كانت هند زمامة قد حققت إنجازات مذهلة أخرى في عالم تسلق الجبال. فقد تمكنت من تسلق قمة جبل توبقال في المغرب، التي تعد أعلى قمة في شمال إفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، صعدت قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا، التي يبلغ ارتفاعها 5895 مترا، وهي أعلى قمة في إفريقيا. ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد، فقد قامت أيضا بتسلق قمة أكونكاغوا في الأرجنتين، التي تعتبر أعلى قمة في نصف الكرة الجنوبي بارتفاع 6962 مترا.
يعد تسلق هند زمامة لقمة "إلبروز" في جبال القوقاز بروسيا إنجازا يستحق التقدير والاحتفاء. فهو ليس فقط إنجازا رياضيا، بل هو دليل على قوة المرأة المغربية وعزيمتها. لتبقى قصة هذه السيدة مصدر إلهام لكل امرأة تسعى لتحقيق أحلامها وتجاوز التحديات، وهي مثال حي على أن الطموح والإرادة يمكنهما صنع المعجزات. فما هي يا ترى الوجهة المقبلة التي ستتحدى هند قمتها لتواصل عبرها تأكيد نجاح هذه القصة الملهمة.