فالفريقان إلى حدود الجولة الأخيرة من منافسات الدوري الوطني الاحترافي للموسم الرياضي 24-25، حصلا على نقطة واحدة، من تعادل واحد، ودون أي انتصار.
بكل صراحة، أجدني اصاب بالحيرة، وأنا تابع مسيرة الشباب والمولودية اليوم، بالنظر إلى مكانتهما المتميزة في ذاكرة كرة القدم المغربية.
وتقودني الحيرة إلى طرح أسئلة لا أجوبة لها، أبرزها: لماذا هذا الصمت المقلق لأبناء مدينة الفريقين، والعجز الذي أصابهم لابتكار حلول منقذة، ومعانقة لأفق منفتح على الأمل الباعث لروح التفاؤل؟.
بكل صدق، لا أعرف ما يدور في عقل كل المسؤولين السابقين والحاليين، وهم يتابعون منجز الشباب والمولودية نهاية كل جولة، بكل تجليات التفرج، هل هو التشفي؟ لا أعتقد ذلك، هل كشف المستور لواقع الحال فاضح ومزيل للستار عن حقائق مطمورة؟ ممكن.
في الحقيقة، ما يعيشه راهنا، شباب المحمدية، والمولودية الوجدية، يجعل الخوف على مستقبلهما مشروعا، في ظل وجود نموذج واضح، عاش الوضع ذاته، في زمن مضى، وأدخله منطقة النسيان، ولم يعد يذكر إلا لماما، إنه نهضة سطات أو "النهيضة". اين هذا الفريق، الذي أعطى خالد راغيب، قاسم سيلماني، الحارس إدريس بن زكري، وسعيد الركبي...إنه بكل بساطة يمارس بالدوري الوطني الثاني هواة قسم الشمال الغربي، ويحتل بعد مرور ثلاث جولات المرتبة ما قبل الأخيرة (15) بنقطة واحدة.
الشباب والمولودية، لايستحقان المآل الحالي، ولا أخال من بقي من الفترة الذهبية، ومازال على قيد الحياة (طال الله في عمرهم)، على غرار أحمد فرس والسميري...إلا متحسرا ومتأسفا بقلب يدمي حزنا على الحاضر، الذي يسير في اتجاه وأد عراقة الفريقين وسحبهما من دائرة الأضواء والزج بهما نحو الانمحاء...إلى حين
إنها صرخة هادئة ومؤلمة، يحذوها أمل – معجزة، لانتشال الشباب والمولودية، من هذا الوضع الذي لا يشرف تاريخ كرة القدم المغربية، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يزيحهما وإبعادهما عن هذا التاريخ، فهل نأمل في حدوث مفاجأة قريبة باعثة لمسار جديد؟ أتوقع ذلك من "مغرب الطاقات".