"اتركوا زياش"...رجاء

عز الدين مخلوفي

وأنا أتابع ما قيل وكتب عن مباريات المنتخب المغربي، خصوصا تلك التي غاب عنها الدولي حكيم زياش لاعب غلطة سراي التركي، أجدني مستغربا وعاجزا عن فهم ما راج من قول ومكتوب حول اللاعب، الذي حمل شارة عمادة اسود الأطلس.

تذهب غالبية هذه التعاليق، في بعديها القولي والمكتوب، إلى أن مرحلة زياش مع المنتخب المغربي انتهت.

وهنا، يتم البحث بجهد كبير واضح وبين، عن تبريرات ومسوغات "النهاية"، في نظر هذه الغالبية، إلى حد الرقي بها إلى مصاف الحقيقة التي يجب تبنيها والدفاع عنها والاقتناع بها، من قبيل: لا يلعب مع فريقه، المنتخب المغربي تحرر كثيرا من عبء زياش، بدليل عطاء اللاعبين (حكيمي ودياز)، والأهداف المسجلة (دياز)، أو استحضار ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي من ردود الأفعال للاعب، أو ترديد تعاليق تسير في المنحى ذاته...

بالمقابل، تجد الناخب الوطني وليد الركراكي لم يصرح قط بأي شيء يقلل من قيمة زياش، بل حديثه عن اللاعب يظل رهين ما هو رياضي – كروي صرف، على غرار: الإصابة أبعدته، عليه التركيز مع فريقه لاسترجاع إمكانياته، مكانته مازالت محفوظة شريطة أن يعمل ويتجاوز هذه المرحلة الراهنة...بل أكثر من ذلك وفي ندوة أمس الاثنين، التي عقدها بعد الفوز الساحق على ليسوتو (7-0)، استحضر اسم حكيم، عند الحديث عن الغيابات التي يعرفها المنتخب، في ظل النتائج الإيجابية المحققة في تصفيات "كان موروكو 25"، ليظهر أن هناك عناصر أخرى لحظة عودتها من الإصابة ستعطي نفساآخر للأسود.

بكل صراحة، تمنيت أن يتم الإصغاء مليا لما يقوله الناخب الوطني، خاصة في ندوتي الغابون وليسوتو الأخيرتين، للوقوف عند احترافية الركراكي التواصلية، البعيده عن كل الأحكام الجاهزة، بل إنه في لحظة من فترات ندوة أمس الاثنين، رفض بالقطع، حديث "هذا الفرقة قويو علينا وذاك المنتخب قوي علينا..." بالحث على ضرورة الثقة في النفس، "هادا راه المغرب ثقوا في نفوسكم...فزنا على إسبانيا والبرتغال، ونحن في المركز 13 عالميا".

وفي هذا التوجه والخلفية، تلميح ذكي إلى القطع مع منطق الإسقاط، خاصة بعد أن أضاف أن لكل مباراة خصائصها، داعيا إلى تبني منطق المجموعة دون تحديد مكوناتها، من أجل تحقيق حلمنا المشترك "الفوز بكأس إفريقيا للأمم".

هذه الأحكام الجاهزة، والتبريرات والمسوغات، هي التي حاول بدبلوماسية أنيقة الصحفي نسيم الكرف، أن يتطرق إليها، عندما حل اليوم الاثنين، ضيفا على برنامج "مارس أتاك"، في خضم الحديث عن حكيم زياش، داعيا إلى ضرورة التحلي بالحذر والحيطة في المقول اللحظي عن زياش، مشيدا في الوقت ذاته، بإمكانيات اللاعب، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهلها.

لنتذكر، وإلى وقت قريب، تعالت العديد من الأصوات مشيدة بأداء زياش وبيسراه الخارقة، ومتضامنة معه في خلافه مع مدرب السابق للأسود البوسني وحيد هاليلوزيتش، وحتى في لحظات الصفاء وعند غيابه لسبب ما، كان يقال عندئذ "خسارة عدم لعب زياش" "وواضح تاثير غيابه على المجموعة"...

فرجاء، احترموا أولا غياب زياش لأي سبب كان، وثانيا كلام الركراكي عنه، وتذكروا تلك اللحظات الممتعة، أداء وأهدافا، التي منحها للجمهور المغربي وصفق لها، دون ذلك فما يقال ويكتب تفاصيل غير ذات معنى..