صرخة أرملة الظلمي المؤلمة

لا أجد مسوغا مقنعا، لهذا التجاهل اتجاه قضايا ومواقف وتصريحات...، تعرفها الساحة الرياضية المغربية، بين الفينة والأخرى دون أن تثير أي نقاش أو ردود أفعال، على الرغم من أهميتها بالنظر لارتباطها بأسماء لها وزنها وقيمتها، ومكانتها، التي لا يمكن بأي حال من الأحوال التغاضي عنها تحت أي ظرف كان.

المهم، تتبعت بكثير من الاهتمام الممزوج بإصغاء هادئ، للحلقة التي استضاف فيها الإعلامي المخضرم حسن البصري، ليندا أرملة الأسطورة عبد المجيد الظلمي، في برنامجه "غلطة العمر"، على قناة "تيلي ماروك".

وأنا أصغي السمع بصريا، لاحظت أن ملامح أرملة الظلمي وطريقة الكلام – البوح، تحمل كل معاني المرارة والألم، والحسرة، أماطت اللثام عن بعضها وتحاشت ذكر المزيد، فيما بدا لي.

وأنا أواصل السمع – البصري، لتلك الحقائق، التي كشفت عنها أرملة الظلمي، والصادرة عن فريق من حجم الرجاء العالمي، وجدتني منقادا وبطريقة لا إرادية، إلى طرح السؤال تلو الآخر: هل ما قالته أرملة الظلمي صحيا؟ وإن كان كذلك، ما سبب ذلك؟ وإذا كان العكس، لماذا لم تتفاعل الفعاليات الرجاوية مع قيل إما توضيحا أو نفيا أو اعتذارا وما شاكل ذالك؟ من له المصلحة فيما كشفت عنه؟ ثم كبرت الأسئلة... لماذا هذا الجحود اتجاه رموزنا ونجومنا بشكل عام؟

ألمني جدا، ما جاء على لسانها، لما قاله لها أبنها، عندما كان متوجها لإجراء اختبار بفريق السوالم "ياربي مايعرفونيش ولد الظلمي، هاد لكنية بغيت نحيدها حتا ندوز التيست... شوف فين وصلنا"، وازداد ألمي لما قالت "نص ديال لمرض ديالو جاتو من لكورة، والناس ديال لكورة...الضومين ديال لكورة صعيب...مبقا تحد كاي سول فيه...كانو كاي سولو فيه منين كانو كيبغوي إقضيو حاجتهم... فين ما كان اسم الظلمي في أي روجيستر بغيتو إيتماحا، لأن قيمة عبد المجيد مع الرجا، لكن ماكيبخيوهش ليس الجمهور أنا كنتكلم هنا عن المسيرين".

بصراحة، هذا المقول – البوح، محبط، ولا يبعث على زرع الأمل في صغار اليوم...لاعبو الغد، كيف سيتلقى الأباء هذه التصريحات، وهم يقومون بتضحيات جمة، في سبيل تحقيق حلم أولادهم، وهم يسمعون هذا الكلام من فم مقرب جدا من أحد أيقونات كرة القدم العالمية.

وأنا أعيد استعراض كلام ليندا عن الظلمي، انسلت من مخزون ذكرياتي، الكيفية التي تعامل بها زملاء الهداف الألماني جيرد مولر لما كان مدمنا، وكيف ساهم القيصر فرانز بيكنباور بمعية نجوم بايرن ميونيخ والمانشافت في استعادة مولر حياته العادية، بل أكثر من ذلك جرى توظيفه بالنادي البافاري، وبالتالي عودة مولر أكثر أشراقا، بفضل العناية التي لقيها بفضل ثقافة الاعتراف، لما أسداه لكرة القدم الألمانية، او لم يكن وراء تتويج منتخب بلاده بثاني لقب عالمي العام 1974، فالتاريخ لا ينسى.

ولا شك أن هذا المثال، هو واحد من بين العشرات، الذي يزخر به الهناك، المجسدة لثقافة الاعتراف في ابهى صورها الإنسانية.

وإلى حين معانقة هذه العقلية، هل سيعاد الاعتبار إلى الفيلسوف الظلمي الخجول، في حياته،  بتكريم أسرته بعد مماته كرسالة دنيوية، وإن جاءت متأخرة، لتلك اللازمة التي تصاحب كل ايقونة رحلت إلى دار البقاء "لن ننساك". نعم مقوليا لكن كيف عمليا؟.