الركراكي يكشف وصفة التفوق على إسبانيا وحكاية بونو

كشف الناخب الوطني وليد الركراكي بإسهاب تفاصيل الفوز على منتخب إسبانيا في دور ثمن نهائي مونديال قطر 2022، مشيرا إلى حكاية الحارس ياسين بونو خلال الضربات الترجيحية.

الركراكي يكشف وصفة التفوق على إسبانيا وحكاية بونو

وقال الركراكي في حوار مع مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، "على امتداد 20 مباراة سابقة، لعب المنتخب الإسباني ضد كل من ألمانيا وإيطاليا، وفرنسا، وكان استحواذهم للكرة يصل إلى 72 في المائة، لهذا قلت للاعبين (إذا أردتم الاستحواذ على الكرة، فستخسرون)، علينا أن نستعد للجري والدفاع. ثقافيا، الامر معقد بالنسبة إلينا نحن المغاربيين، من حيث الانخراط في منظومة يتم الاكتفاء فيها فقط على الجري، دون الكرة بشكل كلي...ثم أن هدف الإسبان، هو انه في الوقت الذي سيخرج فيه المنافس للعب، فسيعاقبونك. شيء آخر، رصدناه، من خلال معاينتنا لمبارياتهم، هو أنه في 20 هدفا تلقتها شباكهم، 17 منهم كانت في الشوط الثاني، و8 منهم بعد الدقيقة 80، وهذا يعني أن إطالة التشويق يؤدي بالنسبة إلينا إلى أن تتاح لنا فرص لخلق الفارق"، وتابع "من أجل إعداد لاعبينا لإعطاء أقصى ما لديهم، لا بد من الاشتغال وفق هذا الأفق، علينا فك الارتباط بين لاعبي الوسط وسيرجي بوسكيتش، الذي يعد حقيقة الآلة المحركة للعب الإسباني، خاصة اتجاه لاعبي الربط غافي وبيدري،...ركزنا على إغلاق المساحات أمامهم ودفعهم للعب على الأطراف، حيث لم يكن لديهم لاعبون مميزون في المواجهات الفردية. كما طلبت من المدافعين التحرك دائما لتقليل الضغط على خط الوسط"، واسترسل "الشوط الأول كان ممتازا من الناحية الدفاعية قدم بوفال أداء رائعا على الجانب الأيسر وخلق مشاكل كبيرة لماركو لورينتي. أما زياش ومزراوي، فقد أظهرا انضباطا كبيرا على الرغم من الإرهاق...طلبت من بوفال وزياش التركيز والهدوء، كانا يشعران بالإحباط بسبب الدفاع المستمر وقلة لمس الكرة، لذلك كان عليّ تهدئتهما وتذكيرهما بأهمية عملهما للفريق...في الشوط الثاني كنت حريصًا على إجراء التبديلات في الوقت المناسب، دون أن أعطي إشارة للخصم أننا متوترون. أدخلت الزلزولي لتقديم السرعة والانتعاش، وحافظت على التنظيم الدفاعي رغم ضغط الإسبان...في الأشواط الإضافية أخبرت اللاعبين أننا لا يمكن أن نعود إلى الوطن بهذه الطريقة. ركزت على إبقاء الجميع متماسكًا وتشجيعهم على القتال حتى النهاية. كان الهدف هو تمديد المباراة إلى ضربات الترجيح لأنني كنت أثق تمامًا في بونو، بالفعل انتقلنا إلى هذه المرحلة الأخيرة من اللقاء (الضربات الترجيحية)...من الصعب جدا اختيار المنفذين، قمت على التو بإدخال بدر بانون في الدقيقة 120، للضربات الترجيحية، لأنني تتبعته في الكثير من المرات وهو ينفذ الضربات الترجيحية مع فريقه الأهلي في مباريات كبيرة، تحدثت معه فوافق، أمام زياش فكان علي ان استشير معه بحكم أنه لاعب محترف....الحكاية، أن بونو شاهد في قنينة الحارس يوناي سيمون معلومات عن لاعبينا، عندما اقترب صيباري لتنفيذ صربة الجزاء الأولى، قال له بونو بالعربية "غير الجهة، مع ما كان معتادا"، فنجحت الخطة. لم نتدرب على ضربات الترجيح بشكل خاص لتجنب الضغط النفسي، لكننا كنا مستعدين ذهنيا لهذه اللحظة...عندما رأيت كرة سارابيا تصطدم بالقائم في اللحظات الأخيرة، شعرت أن القدر معنا. كان هذا درسا في الإيمان والعمل الجماعي...هذا الإنجاز ليس لي فقط، بل لكل مغربي. شعرت أنني أعيش حلم طفولتي وأعيد كتابة التاريخ الذي ألهمني في 1986".