فلاش

"الله إشافيك...العميد سي فرس"

سبورت
الأحد 12 يناير 2025 - 23:36

تلقيت خبر مرض الأسطورة سي أحمد فرس الدولي السابق وأول لاعب مغربي يتوج بالكرة الذهبية الإفريقية، بكثير من التأثر، الحزن، والحسرة.

وأسعدني، في الوقت ذاته، الشريط الذي نشره الزميل بلبودالي بالفايسبوك مشكورا، على صنيعه وهو يعطي الكلمة للاسطورة سي فرس ليتحدث إلى عموم المغاربة، عن الفترة الحالية التي يمر منها من الناحية الصحية، وراقني كثيرا تلك الدعوات التي وجهها إلى الشعب المغربي، التي كانت ممزوجة بنظرات تلمح إلى أن الآن سيتم تجاوزه إن شاء الله، وأن القادم أفضل.

لما كنت أتابع بشغف كبير، كرة القدم، في فترة السبعينات من القرن الماضي، كان اسم سي فرس، الأكثر تداولا، خلال نهاية الأسبوع، سواء إذا تعلق الأمر بمباريات فريقه الأم – معشوقته الأبدية  شباب المحمدية، او المنتخب المغربي، برفقة مجايليه على غرار المرحومين اعسيلة، والحارس الهزاز...

مازالت بعض ذكريات تلفزيون اللون الأبيض، تقاوم النسيان، وتصر على الوقوف في وجه كل اشكال المحو، لهذا أجدني مزهوا وأنا أستحضر هنا، تمثيلا لا حصرا، نهائي كأس العرش موسم 78-79، الذي جمع شباب المحمدية والوداد، وتلك الضربة الرأسية التي أحرز من خلالها سي أحمد هدف الشباب الوحيد في مرمى العملاق بادو الزاكي، الذي كان آنئذ في بداية مسيرته الرائعة، الذي جعلت منه أحد الحراس المغاربة المتميزين.

وأستعيد، أيضا، وقفة العميد سي فرس الشامخة، قبل انطلاق مباريات المنتخب المغربي، أمام الحكام، وهو يتبادل الشعار مع المنافس، تلك الوقفة التي تمنح الثقة لعشاق الفريق الوطني، في أن "المباراة مربوحة".

سي فرس، هو أحد ركائز الجيل الذي صنع اول ملحمة لكرة القدم المغربية في القارة الإفريقية، عندما توج بكأس إفريقيا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم 14 مارس من العام 1976.

وبالتزامن مع التتويج الجماعي، فاز العميد سي أحمد في العام ذاته بالكرة الذهبية، التي فتحت الطريق للخلف بادو الزاكي (86)، محمد التيمومي (88)، مصطفى حجي (98)...للظفر بها.

سي أحمد، الذي يحمل اسما عائليا، يرمز إلى الشموخ، والصبر والقوة، والإرادة، والعزيمة، والانطلاق نحو الأفق بكل معاني التفاؤل، وتجاوز مظاهر الإعياء، أتمنى صادقا، أن تكون هذه الصفات الاستثنائية ملازمة له في محنة المرض، لكي يجتازها، راجيا من الله العلي القدير أن يعجل بشفائه، ليعود معافى إلى أسرته الصغيرة والكبيرة.

أتطلع، بخلفية مغرب الاعتراف، والتقدير، أن تكون هناك التفاتات، للأسطورة سي فرس، من طرف المسؤولين، من خلال القيام بمبادرات تليق بهذا الأسم، الذي رفض ذات يوم عروضا من كبريات الأندية العالمية على غرار ريال مدريد، مستجيبا ومذعنا وملبيا لدعوات الوطن أولا.

في هذا الإطار، تحضرني، مواقف فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الشغوف والمتيم بهذه اللعبة، مع الكثير من الحالات الظاهر منها وبالتأكيد الخفي...متمنيا أن يشمل هذا البعد الإنساني، لرئيس جامعة كرة القدم، ورغم مشاغله المتعددة، سي فرس من  خلال متابعة حالته عن كثب، وذلك حتى يتعافى، ويكون له شرف رؤية المنتخب المغربي متوجا بثاني كأس إفريقية بعد مرور 49 سنة على تلك الصورة الخالدة للعميد فرس، وهو يتسلم كأس إفريقيا، الأولى في خزانة كرة القدم المغربية.

البطولات
تابعونا على فيسبوك
الرابط المختصر للصفحة :