بهذا الفوز الذي قطع به شوطاً كبيراً نحو التأهل إلى ثمن النهائي حين يستضيف الإياب الأربعاء، كرس الريال تقليداً بأنه لا يعرف معنى للاستسلام في هذه المسابقة العزيزة عليه حتى عندما يكون في أسوأ أحواله، وهذا الأمر لا ينطبق تماماً على هذا الموسم بما أنه متصدر للدوري المحلي، خلافا لسيتي الذي أظهر الثلاثاء حجم المشكلة التي يعاني منها.
نجا فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا من خروج مبكر محرج من دور المجموعة الموحدة في النظام الجديد للمسابقة، بعدما حلوا في المركز 22 من أصل 36 فريقاً.
ولم يحقق بطل 2023 انتصاراته في المسابقة هذا الموسم سوى أمام سلوفان براتيسلافا السلوفاكي وسبارتا براغ التشيكي وكلوب بروج البلجيكي.
ومن الواضح أن مسيرة السيتي غير المسبوقة، التي استمرت أربعة أعوام كبطل لإنجلترا تقترب من نهايتها. فقد أبعدته الهزيمة المذلة أمام آرسنال 1-5 في آخر مباراة له بالدوري الممتاز بفارق 15 نقطة عن ليفربول المتصدر.
ورغم اعتياده على النجاح المستمر خلال مسيرته، يبدو غوارديولا عاجزاً عن وقف هذا التدهور.
بعد هزيمة الثلاثاء، التي جعلت مهمة السيتي شاقة في لقاء الإياب المقرر الأربعاء في مدريد، قال غوارديولا "لست جيدا بما فيه الكفاية لمنح الفريق التماسك اللازم لإدارة هذا الموقف. الحقيقة أننا لسنا مستقرين بما يكفي. حدث هذا الأمر مرات عدة".
ويتحدث غوارديولا هنا عن سيناريو متكرر حصل مع فريقه مرات عدة هذا الموسم، وهو عدم قدرته على التمسك بتقدمه.
ففي الدوري الممتاز حصل هذا الأمر ثلاث مرات ضد برايتون حين تقدم 1-0 حتى الدقيقة 78 قبل أن يخسر 1-2، وجاره مانشستر يونايتد حيث بدا في طريقه للفوز 1-0 بتقدمه حتى الدقيقة 88 قبل أن يخسر 1-2، ثم برنتفورد حيث كان متقدما 2-0 حتى الدقيقة 82 ليعود ويكتفي بالتعادل 2-2.
في دوري الأبطال، حصل هذا الأمر ضد فينورد الذي تخلف بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة 74 قبل أن يعود من بعيد ليخطف التعادل 3-3، ثم ضد سان جرمان الذي تخلف 0-2 حتى الدقيقة 56 ثم فاز في النهاية 4-2.
وعاد ليتكرر الأمر الثلاثاء ضد الريال، الذي أكد مجدداً أنه ملك العودة من بعيد في مسابقته المفضلة، مكررا السيناريو الذي فعله مرات عدة مؤخرا في مسابقته المفضلة، آخرها الموسم الماضي حين كان في طريقه للخروج من نصف النهائي على يد بايرن ميونيخ الألماني بتخلفه 0-1 في الإياب حتى الدقيقة 88 قبل أن يفوز 2-1 بفضل ثنائية خوسيلو في طريقه للفوز باللقب الخامس عشر.
بالنسبة لغوارديولا "علينا أن ننظر إلى أنفسنا وعلى هذا المستوى، الأمر صعب جدا. إنها ليست المرة الأولى، للأسف حدث ذلك مرات عدة"، مضيفاً "قمنا بالعديد من الأشياء الجيدة ونحن نعلم من نواجهه لكن (في النهاية) هذه هي النتيجة ولهذا السبب نحن هنا (في وضع صعب)"، وأردف "يمكن أن تتحسن الأمور، دائماً ما أعطي الفضل للمنافس على الجودة التي يتمتع بها لكن عندما تصل إلى النتيجة في نهاية المباراة، يكون الأمر صعبا. هذا الأمر يحدث مرات عدة، ويكون الأمر صعباً بالنسبة للاعبين. أفكر في مدى معاناتهم لأنهم فعلوا كل شيء، لكننا لسنا قادرين على اتخاذ القرارات الصائبة في لحظات معينة".
وسبق للسيتي أن عاش السيناريو نفسه، تقريبا أمام ريال في نصف نهائي موسم 2021-2022 حين احتضن الفريق الإنجليزي لقاء الذهاب وسيطر عليه تماما وتقدم فيه على منافسه النادي الملكي مرتين بفارق هدفين قبل أن يكتفي في النهاية بأفضلية هدف وحيد 4-3.