واعتبر الدولي البلجيكي السابق توماس مونيي أن هذا الموضوع، أصبح حساسًا في بلاده، مبديا في حديثه لصحيفة "لو سور" البلجيكية، رأيًا متوازنًا حول التوجهات الأخيرة للاعبين مزدوجي الجنسية الذين يفضلون تمثيل بلاد آبائهم على حساب بلجيكا، مشيرًا إلى أن هذه القرارات تتعلق في الغالب بالهوية الثقافية الراسخة لدى هؤلاء اللاعبين، قائلا: "أعتقد أنه من السهل جدًا التأثير على اللاعبين الشباب، ومن وجهة نظري، الأمر لا يتعلق بالرياضة فقط، كل شيء يعتمد على التربية التي تلقاها اللاعب، لقد تعاملت مع العديد من اللاعبين الذين يحملون جنسيات متعددة، وأدركت مدى قوة الثقافة العائلية التي غالبًا ما تكون أقوى بكثير من الطموحات الرياضية".
وأضاف مونيي أنه في حال كانت الخيارات متساوية بين منتخبات مختلفة، فإن اللاعبين سيتوجهون حتمًا نحو المنتخب الذي يعبر عن هويتهم الثقافية، مثل اسم العائلة والقيم التي نقلها لهم آباؤهم وأجدادهم، مشيرًا إلى أن هذا هو الأمر الطبيعي بالنسبة لكل شخص، وتابع: "في النهاية، نميل دائمًا إلى ما يشبهنا".
فيما يتعلق بالاختيارات التي أثارت الكثير من الجدل، خاصة من قبل اللاعبين الذين اختاروا تمثيل المغرب، قال مونيي: "انظروا إلى المغرب، إنه منتخب قادر على منافسة أفضل المنتخبات الأوروبية، اليوم، لم يعد هناك أي نوع من الاستغلال الرياضي في هذه الاختيارات، بل يتبع اللاعبون قلوبهم وتربيتهم. (...) في النهاية، أستطيع أن أفهم أنه بين منتخبين دوليين من نفس المستوى، قد يتوجه اللاعب نحو جذوره".
وأشار مونيي إلى أن المغرب أصبح يمتلك الآن حججًا رياضية قوية بعد الأداء الرائع في كأس العالم 2022، حيث انتهى كأس العالم بفوز المنتخب المغربي بالمركز الثالث، مما جعله في موقف قوي مقارنة بالمنتخبات الأوروبية.
كما أشار مونيي إلى تزايد هذه الظاهرة في بلجيكا، حيث ذكر حالة اللاعب شمس الدين طالبي، الذي قرر تمثيل المغرب رغم لعبه لمنتخبات الشباب البلجيكية، وهو ما أثار استياء الاتحاد البلجيكي، كضيفا أنه في بعض الحالات قد يكون هناك تأثير من العائلة، لكنه يرى أن هذا الانتماء هو خيار عاطفي طبيعي يتبناه اللاعبون أنفسهم، سواء كان بسبب تأثير عائلي أو لا، وأوضح: "من الطبيعي أن يكون لديك ارتباط عاطفي بجذورك، وإذا كانت عائلتك تؤثر عليك، فإن ذلك يعود لك وحدك".
وفيما يتعلق بتحدي بلجيكا لهذه الظاهرة، أشار مونيي إلى أنه رغم محاولات الاتحاد البلجيكي للحد من هذه الظاهرة عن طريق تشديد سياسته بشأن اللاعبين مزدوجي الجنسية، فإن ذلك قد لا يكون كافيًا للحد من الهجرة الكبيرة للمواهب نحو منتخبات أخرى، وخاصة إلى المغرب.