ورغم أن بلجيكا عاشت فترة ذهبية بفضل جيلها المميز، إلا أن الواقع الحالي يبدو أكثر صعوبة، إذ لم يتمكن المنتخب من بلوغ ربع نهائي أي بطولة كبرى منذ كأس أوروبا للأمم 2021. في المقابل، تشهد كرة القدم الدولية منافسة متزايدة، ونجح المغرب في بلوغ نصف نهائي المونديال الخير، بفضل لاعبين هم نتاج استراتيجيات فعالة لجذب اللاعبين تلقوا تكوينا عاليا في القارة العجوز.
وكشف كريس فان بويفيلد، المدير التقني الحالي لجامعة الكرة والسابق للاتحاد البلجيكي (2015-2018) عن السر وراء نجاح المغرب في استقطاب اللاعبين مزدوجي الجنسية.
وأوضح المسؤول البلجيكي في تصريح لصحيفة "ليكيب" الفرنسية: "الأمر الأكثر أهمية هو الترحيب بالتنوع والعمل على إدماج اللاعبين، ثم يأتي ما هو تقني وتكتيكي، كما أن تعدد اللغات داخل المنظومة الكروية المغربية يشكل ميزة إضافية. بفضل دعم جلالة الملك، ورئيس الجامعة ما يوفر بنية تحتية متميزة".
وأضاف بويفيلد، الذي يعيش أيامه الأخيرة في منصبه بالغدارة التقنية الوطنية: "عندما يزورنا لاعب شاب، يكون دائمًا محاطًا بعائلته، ونحرص على تقديم مشروعنا بوضوح. نمنحهم تجربة دولية عبر المشاركة في العديد من البطولات، ونستقبلهم بحفاوة. هل يلقى هؤلاء اللاعبون الترحيب ذاته عندما يصلون إلى أوروبا؟ لا أظن ذلك".
ويرى التقني البلجيكي أن نجاح المغرب لا يقتصر فقط على اكتشاف المواهب، بل يمتد إلى مرافقتها ودعمها بأسلوب إنساني منظم، ويؤدي هذا النهج دورًا أساسيًا في اتخاذ هؤلاء اللاعبين قراراتهم النهائية بشأن المنتخب الذي سيمثلونه، وختم قائلا: "يواصل المغرب بناء مستقبله بثبات، مستفيدًا من منشآت حديثة، ورؤية استراتيجية، وإحساس قوي بالانتماء الوطني".