تحليل|عبيس: "الركراكي أمام تحدي فك شفرات الدفاعات الإفريقية"

أكد إدريس عبيس المدرب الوطني المتخصص في التحليل الرياضي أن "أسود الأطلس" واجهوا في مباراة تنزانيا، السيناريو ذاته، الذي مروا به في الشوط الأول من لقاء النيجر الأسبوع الماضي، وذلك في إطار تصفيات مونديال 2026.

تحليل|عبيس: "الركراكي أمام تحدي فك شفرات الدفاعات الإفريقية"

السيناريو نفسه

 وأضاف المدرب أن الناخب الوطني، وليد الركراكي، أجرى بعض التعديلات على التشكيلة الأساسية من خلال إشراك بلال الخنوس، إسماعيل الصيباري، وعبد الصمد الزلزولي، بالإضافة إلى تغيير مركز نصير مزراوي الذي لعب في الجهة اليمنى، مع الاستعانة بالمحترف بلعمري في الجهة اليسرى بسبب غياب اللاعب حكيمي بسبب تراكم الإنذارات.

التنظيم التكتيكي للمنتخب المغربي

وأوضح عبيس أن الركراكي حافظ على نفس النهج التكتيكي المعتمد في الهجوم، حيث ظل يعتمد على نظام (4-1-2-3-1) في التنشيط الهجومي. وأشار إلى أن المنتخب الوطني واجه جدارًا دفاعيًا متراجعًا في بعض الأوقات، وفي أوقات أخرى كان دفاع تنزانيا يلعب على الكثافة. وقد استغل المغرب هذه الوضعية بالتحرك بشكل جيد من خلال انفتاح الأطراف، حيث قام أمرابط، بلعمري، ومزراوي بالدخول إلى المساحات القريبة من منطقة الجزاء في انتظار الكرة الثانية، بينما حافظ الخنوس والصيباري على المسافة في الأطراف، مما أجبر الفريق المنافس على العودة والتكتل في الدفاع.

بحث الركراكي عن تكسير الجدار الدفاعي

وأضاف عبيس أن الركراكي سعى إلى تكسير الجدار الدفاعي عن طريق السرعة والتمريرات القصيرة واللمسات السريعة، وهو ما أسهم في خلق فرصتين خطيرتين، رغم أن المنتخب لم ينجح في استغلالهما بالشكل الأمثل. واعتبر أن دياز كان من أبرز اللاعبين في هذه المحاولة، لكنه أشار إلى أن خروج الكرة كان في أغلب الأحيان بطيئًا، ما منع استغلال بعض الفراغات الدفاعية.

تنظيم الخطوط العرضية والعمق

أما على مستوى تنظيم الفريق في عرض الملعب، فقد اعتمد الركراكي على خط دفاعي مكون من الياميق وأكرد، مع وجود أمرابط ومزراوي وبلعمري في وسط الملعب، وامتاز الخط الأمامي بثلاثي هجومي يتكون من الصيباري، الخنوس، والنصيري، بالإضافة إلى دياز الذي كان يساهم في تحريك الهجوم. فيما يخص العمق، فقد عمل المغرب على تقسيم اللاعبين إلى خمسة خطوط تساهم في الهجوم والدفاع. وتابع عبيس قائلاً: "ورغم أن هذه المنظومة لم تحقق فعالية كبيرة في بعض الأحيان، إلا أنها استمرت في الدفع بالكرة عبر الأطراف وتطوير اللعب الفردي، بالإضافة إلى دور الركنيات في زيادة الخطورة".

الشوط الثاني ورغبة أكبر في الهجوم

وفي الشوط الثاني، أضاف عبيس أن الفريق المغربي أظهر رغبة أكبر في الوصول إلى المرمى واستغلال المساحات التي أتاحها الخصم. وركز بلعمري على تثبيت المدافع المحوري، بينما استغل الزلزولي الفراغات بشكل جيد. وبرز الخنوس في تنفيذ الركنيات بشكل ذكي، مما أتاح للمغرب استغلال الضربات الثابتة بشكل أفضل. وقال عبيس: "ورغم أن المنتخب ظل يحاول الهجوم، إلا أن الخصم حافظ على انضباطه التكتيكي وكان يهدد عبر التسديدات من بعيد، ما جعل خط الدفاع المغربي في حالة يقظة دائمة".

نقاط سلبية وأداء ثابت

أكمل عبيس حديثه قائلاً: "ورغم أن المنتخب ظل يحاول الهجوم، إلا أن النقطة السلبية التي بقيت حاضرة هي السرعة المتوسطة أو البطيئة في بناء الهجمات في بعض الأحيان، مما أفقد الفريق بعض الفرص". ورغم تسجيل الأهداف من ركلة جزاء وركنية، كانت هناك ملاحظات على عدم استغلال الفراغات الدفاعية بشكل كامل.

التحديات المستقبلية أمام المنتخبات الإفريقية

اختتم عبيس حديثه بالإشارة إلى أن سيناريو مواجهة تنزانيا والنيجر سيكون متكررًا في المباريات القادمة ضد المنتخبات الإفريقية، التي تعتمد عادة على دفاع متراجع مع المرتدات السريعة. ودعا الركراكي إلى إيجاد حلول لكسر هذا التكتل الدفاعي المتأخر، مع الحذر من المرتدات والتسديدات البعيدة. ورغم ذلك، اعتبر المحلل أن المنتخب الوطني كان فعالًا في تسجيل الأهداف، ولكنه بحاجة إلى تحسين بناء الهجمات واختراق الدفاعات المزدحمة بشكل أسرع وأكثر فاعلية.