وتتزايد المخاوف بشأن الإرهاق الذي يعانيه اللاعبون في ظل الروزنامة المزدحمة للمنافسات العالمية، وهو ما كان موضوع تحذيرات أطلقها الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين. فقد عبر نجوم بارزون، مثل كيليان مبابي وجود بيلينغهام ورودري، عن استيائهم من ضغوط المباريات المتواصلة، التي لا تمنح اللاعبين فترات راحة كافية لاستعادة لياقتهم.
وبالنظر إلى الوضع الخاص باللاعبين الأفارقة، فإنهم يواجهون تحديات أكبر، حيث تتداخل بطولات كبرى مثل كأس الأمم الأفريقية مع المنافسات المحلية والدولية لأنديتهم. بالنسبة لحكيمي، فإن آخر فرصة حقيقية للراحة كانت الصيف الماضي، حين حصل على استراحة لم تتجاوز الشهر، ليجد نفسه منذ ذلك الحين في سباق مستمر دون توقف.
ومع اقتراب تأهل المغرب إلى كأس العالم 2026، سيظل حكيمي ملتزمًا بجدول مكثف حتى موسم 2026-2027، مما يعني المزيد من الاستنزاف البدني والنفسي. ولا يقتصر هذا الوضع عليه فقط، بل يشمل لاعبين آخرين مثل السنغالي نيكولاس جاكسون، نجم تشيلسي، الذي قد يتجاوز حاجز 100 مباراة أيضًا خلال الفترة ذاتها.
التقارير الحديثة الصادرة عن الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين كشفت أن أكثر من نصف اللاعبين الذين خضعوا للدراسة في موسم 2023-2024 تعرضوا لمعدلات لعب "مفرطة أو عالية"، ومن بينهم المهاجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز، الذي خاض 83 مباراة مع فريقه ومنتخب بلاده في موسم واحد فقط.
هذه الإحصائيات تؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية اللاعبين من الإرهاق المفرط، خاصة مع ازدحام الأجندة الكروية بالأحداث الكبرى، مثل كأس الأمم الأفريقية، وكأس العالم للأندية بصيغتها الموسعة، إضافة إلى تصفيات كأس العالم التي ستشهد تنافسًا محمومًا بين المنتخبات.
وبينما يستعد العالم لـ16 شهرًا من المنافسات المكثفة، سيكون أمام اللاعبين فترة راحة قصيرة جدًا قبل الدخول في معترك جديد، إذ لن تتجاوز استراحة بعضهم خمسة أيام قبل خوض غمار كأس العالم للأندية. أما نجوم أفريقيا، مثل أشرف حكيمي، فقد يغيبون عن أنديتهم لمدة قد تصل إلى شهر كامل، خصوصًا إذا وصل منتخباتهم إلى المراحل النهائية من كأس الأمم الأفريقية، التي ستقام في المغرب وتشهد سلسلة من المباريات الحاسمة خلال أربعة أسابيع.