ولد أسامة الصحراوي في 11 يونيو 2001 بحي هويكيتو الهادئ في أوسلو، من أب مغربي ينحدر من بني بوعياش وأم نرويجية. منذ نعومة أظافره، غرس فيه والده عشق الكرة، واضعًا بين يديه شرائط فيديو لأساطير البرازيل، ومرددًا عليه أن "الكرة امتداد للروح".
انطلقت رحلته الكروية من نادي الحي "هاويكيتو"، قبل أن يلتحق بأكاديمية نادي فالنريغا العريق في 2014. رغم موهبته اللافتة، لم تكن الطريق معبّدة. ففي مرحلة المراهقة، عانى الصحراوي من تأخر في النمو الجسدي، ما جعله عرضة للشك والسخرية، غير أنه أصر على المضي قدمًا، مصرًا على أن المهارة والذكاء قادران على مجاراة القوة البدنية.
في 21 يونيو 2020، سجّل ظهوره الأول في الدوري النرويجي الممتاز، وبدأ اسمه يبرز كلاعب فني يُحدث الفارق بلمسة، ويُشعل المدرجات بلمحة...وبعد سنوات من التألق في صفوف فالنريغا، حيث خاض 91 مباراة وسجل 13 هدفًا وصنع أكثر من 20 تمريرة حاسمة، رفض عرضًا مغريًا من غلطة سراي التركي، مفضّلًا نضج التجربة على الإغراء المالي.
في يناير 2023، حطّ الرحال بهيرنفين الهولندي مقابل 2 مليون أورو، حيث ارتفعت قيمته السوقية لاحقًا إلى 8.5 ملايين أورو. ومع تسجيله أهدافًا حاسمة وتألقه بأسلوبه المتفرّد، أصبح أحد أبرز عناصر الفريق رغم الضغوط البدنية وكثافة المباريات.
وفي صيف 2024، خطا خطوة جديدة بانتقاله إلى ليل الفرنسي مقابل 8 ملايين أورو، ليخوض أولى تجاربه في الليغ 1. اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا بدأ في التأقلم سريعًا، مؤكدًا عزمه على ترك بصمته في فرنسا كما فعل في النرويج وهولندا.
الصحراوي، الذي يمثل المنتخب المغربي، يجد نفسه اليوم محط أنظار المتابعين، بفضل مراوغاته الرشيقة، وتمريراته الدقيقة، وقدرته على تغيير مجرى المباريات بلقطة فنية واحدة.. بين أوسلو والريف، تشكلت ملامح فنان كروي يمضي قدمًا نحو المجد.
