الأشبال يذهلون العالم: أسرار التتويج التاريخي بالمونديال

المغرب يصنع التاريخ بفوزه الأول على الأرجنتين 2-0 في نهائي كأس العالم تحت 20 سنة، مدعومًا بتماسك تكتيكي، تحفيز هائل، ومزيج متوازن بين اللاعبين المحليين والمحترفين.

الأشبال يذهلون العالم: أسرار التتويج التاريخي بالمونديال

صعق المنتخب المغربي للشباب العالم بفوزه على الأرجنتين 2-0 في نهائي كأس العالم لأقل 20 سنة، محققًا أول لقب عالمي له في كرة القدم بجميع فئاتها.

هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل طويل ومنهجي، واستراتيجية متكاملة، وعمل متجانس، أفرز منتخبا شابا قادر على منافسة كبار العالم.

تماسك وهوية لعب على مستوى الأندية
أبرز ما يميز المنتخب المغربي للشباب هو التماسك التكتيكي والانسجام، المنتخب لا يبدو كمجموعة لاعبين اجتمعت على عجل، بل يشبه فريقًا محترفًا مدربًا على الدفاع الجماعي، والهجوم السريع، والتحكم في فترات ضعف الأداء.
هذا الانسجام جاء نتيجة وجود "العمود الصلب" من اللاعبين الذين تدربوا معًا في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، حولهم تم بناء بقية المجموعة، ما خلق تلقائية وتفاهمًا يشبه الأندية الاحترافية.

ولعل مدرب المنتخب الفرنسي للشباب برنارد ديوميد أفضل من وصف هذا الوضع داخل منتخب الأشبال حينما قال "لديهم معايير مذهلة، كأنهم يلعبون معًا منذ ستة أشهر بشكل يومي، وهذا يحدث فرقًا كبيرًا مقارنة بالمنتخبات الأخرى".

وراء الكواليس، كشف المدرب محمد وهبي عن حجم العمل الكبير الذي قام به الطاقم: "أحيانًا لم أستطع النوم بعد المباريات، وأجد الطاقم يعمل حتى الساعة الرابعة صباحًا للتحضير للمواجهة المقبلة. لم يحصلوا على قسط كافٍ من النوم، فكل التحية لهم!"

التحفيز وروح التحدي
تميز أشبال الأطلس أيضًا بقوة نفسية هائلة، في ربع ونصف النهائي، صمدوا أمام الضغوط، حتى في ركلات الترجيح، دون أن يفقدوا الإيمان.
وكان هداف المنتخب ياسر زابيري المثال الأبرز، إذ خاطر بمركزه في ناديه من أجل المشاركة في المونديال، مستمدًا القوة من رغبته في تعويض إصابة أفسدت له كأس الأمم الإفريقية للشباب، ومن حبه الكبير للعب بقميص وطنه.
وأوضح المدرب وهبي: "عندما نرى كيف حارب المهاجمون، فهذا دليل على التضامن والرغبة في خدمة المجموعة وإسعاد البلد".

التوازن بين اللاعبين المحليين ونجوم المهجر
العنصر الثالث في نجاح المغرب هو التوازن بين اللاعبين المحليين والمواهب المزدوجة الجنسية. تسعة من بين 21 لاعبًا هم ثنائيو الجنسية ولدوا في أوروبا، وقد اكتشفوا بفضل خلية خاصة أوجدتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. إذ قال المدرب وهبي: "لا نقوم بتنقيب واستقطاب عشوائي، نحن نتحدث مع الأهالي ونقدم مشروعًا رياضيًا ".
في المقابل، استثمر المغرب بكثافة في التكوين المحلي من خلال أكاديمية محمد السادس، التي تأسست عام 2009، وجمعت أفضل اللاعبين المحليين حول مشروع وطني طموح.

بهذا المزيج من الانضباط، والموهبة، والإرادة، والتخطيط الاستراتيجي، نجح الأشبال في كتابة التاريخ، مؤكّدين أن المغرب أصبح قادرًا على منافسة كبار العالم في كرة القدم للشباب.