الحفل الختامي للشان...فقرات رائعة تعكس الاعتزاز بالهوية الإفريقية

في ليلة أفريقية ساحرة، أسدلت بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين "الشان" ستارها بحفل خلاب في نيروبي، عبّر عن وحدة القارة وطموحاتها الرياضية، قبل أن يضيف المغرب لقبه الثالث بقيادة وطنية خالصة.

الحفل الختامي للشان...فقرات رائعة تعكس الاعتزاز بالهوية الإفريقية
اختتمت بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين "الشان" بأسلوب مبهر على أرض ملعب "موي الدولي الرياضي" في كاساراني، بالعاصمة الكينية نيروبي، من خلال حفل مليء بالطاقة والألوان والموسيقى، احتفى بالبلدان الثلاثة المستضيفة: كينيا، أوغندا، وتنزانيا، وذلك قبيل انطلاق المباراة النهائية بين المغرب ومدغشقر.

أمام مدرجات مكتظة وجمهور عالمي تابع عبر الشاشات، شهد الحفل عروضًا ضوئية خلابة على مسرح دائري بزاوية 360 درجة، تخللته ألعاب نارية وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ الأحداث الرياضية الكبرى بشرق إفريقيا.

تصدّر النجم الأوغندي إيدي كينزو فعاليات الحفل بأغنيته الشهيرة "سيتيا لوس"، التي أشعلت الأجواء، لتليه الفنانة التنزانية زوتشو بأداء متقن شمل أغنيتها "أماندا". ثم قدّم النجم الكيني سافارا، عضو فرقة سوتي سول، أغنيته "شاو يو أوف"، مجسدًا بلمسته الموسيقية روح الهوية الكينية.

عكست مشاركة الفنانين الثلاثة التنوع الثقافي والتعاون العابر للحدود بين الدول المستضيفة، لتجسد نسخة "الشان" هذا العام روح الوحدة الإقليمية تحت شعار "توتال إنيرجيز".

شهد الحفل حضور شخصيات رفيعة، أبرزهم رئيس كينيا وليام روتو، ورئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) الدكتور باتريس موتسيبي، ورئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) جياني إنفانتينو، إلى جانب قيادات رياضية بارزة وآلاف المشجعين، في تأكيد واضح على المكانة المتنامية للبطولة، ونجاح التنظيم المشترك بين الدول الثلاث، حيث امتلأت الملاعب وحدائق الجماهير طوال شهر كامل.

اتسمت الرؤية الإبداعية للحفل بدمج اللمسات الثقافية من نيروبي، دار السلام، وكامبالا، من الأقمشة التراثية إلى إيقاعات الطبول والرقصات الجماعية، في لوحة فنية سردت حكاية وحدة إقليمية وطموح مشترك.

على أرضية الملعب، قُدمت عروض صاخبة تحاكي مناطق المشجعين التي باتت سمة مميزة لهذه النسخة، قبل أن تُختتم الأمسية بألعاب نارية ضخمة، رسمت مشهدًا بصريًا مهيبًا فوق كاساراني، جامعًا بين بهجة الاحتفال ونظرة مستقبلية واعدة.

ومع تلاشي آخر شرارة في سماء نيروبي، بقيت رسالة واحدة واضحة: كانت بطولة بُنيت على التعاون والاعتزاز بالهوية الثقافية، وحملت وعدًا بمستقبل أكثر إشراقًا لكرة القدم في المنطقة.

ومع نهاية الحفل، تحوّلت الأنظار إلى أرضية الملعب لمتابعة النهائي الذي شهد فوز المنتخب المغربي على نظيره الملغاشي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، محققًا اللقب الثالث في تاريخه بقيادة المدرب الوطني طارق السكتيوي، بعد لقبي 2018 مع جمال السلامي، و2020 مع الحسين عموتة.