الرأس الأخضر تنضاف إلى قائمة أصغر الدول المشاركة في المونديال عبر التاريخ
من جزر صغيرة في غرب إفريقيا، كتبت الرأس الأخضر فصلاً تاريخياً في كرة القدم، بتأهلها لأول مرة إلى كأس العالم، متحدّية كل المقاييس الجغرافية والديموغرافية، ومؤكدة أن الطموح أقوى من الحدود.

من أيسلندا المتجمّدة إلى جزر الرأس الأخضر الدافئة، عادت كرة القدم لتُثبت مجدداً أن الحلم لا يعرف حدوداً جغرافية، وأن المستحيل مجرد كلمة في قاموسها المليء بالقصص المجنونة.
دخل منتخب الرأس الأخضر تاريخ اللعبة، بعد تصدّره مجموعته على حساب الكاميرون، ليبيا، وأنغولا، محققاً أول تأهل في تاريخه إلى كأس العالم 2026.منذ انطلاق المونديال عام 1930، أصبحت جزر الرأس الأخضر أصغر دولة من حيث المساحة تتأهل إلى النهائيات، وثاني أصغر دولة مشاركة من حيث عدد السكان.
ورغم أن عدد سكان هذه الجزر الواقعة قبالة سواحل غرب إفريقيا لا يتجاوز 525 ألف نسمة، فإن منتخبها الملقّب بـ"القروش الزرقاء" أثبت أن الأحلام لا تُقاس بالأرقام، بل بالإرادة والانضباط.
وهذه لمحة عن أصغر الدول التي حققت إنجاز التأهل إلى المونديال عبر التاريخ:
أيسلندا.. أصغر دولة تتأهل إلى كأس العالم
دخلت أيسلندا التاريخ من أوسع أبوابه، عندما أصبحت أصغر دولة تتأهل إلى المونديال، خلال مشاركتها في نسخة روسيا 2018، بعد إنجازها المذهل في "يورو 2016" بإقصاء إنجلترا من ثمن النهائي.
ورغم أن عدد سكانها آنذاك لم يتجاوز 350 ألف نسمة، فإنها نالت احترام العالم، رغم خروجها المبكر من دور المجموعات.
الرأس الأخضر.. مفاجأة إفريقيا في مونديال 2026
استقلالها عن البرتغال قبل 50 عاماً لم يكن سوى بداية. واليوم، تكتب الرأس الأخضر التاريخ بتأهلها إلى كأس العالم 2026، متفوقة على منتخبات كبرى مثل الكاميرون.
سبق لها المشاركة في كأس أمم إفريقيا 4 مرات، وبلغت ربع النهائي مرتين (2013 و2023)، وها هي اليوم تنضم إلى كبار العالم، في أول ظهور مونديالي لها.
الباراغواي.. من أوائل المتأهلين وأصغرهم في 1930
حين شاركت الباراغواي في النسخة الأولى من كأس العالم عام 1930، كان عدد سكانها لا يتجاوز المليون.
ورغم خروجها من الدور الأول بعد فوز على بلجيكا وخسارة من الولايات المتحدة، فإنها بقيت رمزاً لوجود مبكر وقوي لمنتخبات أمريكا الجنوبية في البطولة.
وبعد قرن تقريباً، تستعد الباراغواي للمشاركة التاسعة في تاريخها، بعد حجزها آخر بطاقة تأهل مباشر من القارة اللاتينية.
ترينيداد وتوباغو.. الحكاية الكاريبية في مونديال 2006
في كأس العالم 2006 بألمانيا، دوّنت ترينيداد وتوباغو اسمها كأصغر دولة من الكاريبي تشارك في البطولة، بعد مشوار تأهيلي مثير.
قادها النجم دوايت يورك، وحققت تعادلاً ثميناً أمام السويد، قبل أن تخرج بشرف بعد خسارتين أمام إنجلترا وباراغواي.
ومنذ ذلك الحين، لم تعد إلى المونديال، لكن إنجازها بقي محفوراً في الذاكرة.