لا تكاد تمر تظاهرة رياضية يكون فيها الجزائر طرفا بجانب المغرب إلا ويثير "الجيران" مشاكل بالجملة، وفي جميع الرياضات.. الجماعية والفردية منتخبات وأندية، وكالعادة أصرت بعثة المنتخب الجزائري النسوي المشارك في كأس إفريقيا للأمم 2025، المقامة بالمغرب، على عدم الخروج من القاعدة، التي باتت وسما جزائريا في السنوات الماضية، وأحاطت حضورها بالمملكة الكثير من الجدل، ما دفع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) إلى فتح تحقيق رسمي بخصوص "سلوكات غير رياضية" شكلت خرقًا لأنظمة البطولة ولوائحها التنظيمية.
ورغم غياب أي بلاغ رسمي من الكاف يفصّل قائمة الاتهامات الموجهة للجزائر، فإن عددا من الوقائع البارزة تصدرت تقارير إعلامية وشكاوى غير رسمية، شكلت مجتمعة أرضية القرار بفتح التحقيق المذكور، وفيما يلي أبرز الاتهامات الموجهة للمنتخب الجزائري:
1. التلاعب بالشعارات خلال البث التلفزيوني
من بين أكثر الحالات تداولًا، ما رُصد خلال مؤتمر صحفي للمنتخب الجزائري، حيث قامت قناة "كنال ألجيري" باستبدال شعار شركة الخطوط الملكية المغربية (Royal Air Maroc)، أحد أبرز رعاة البطولة، بشعار شركة "توتال إنيرجي" في البث الموجه للجمهور الجزائري. واعتُبر هذا السلوك تدخلًا تحريريًا ذا طابع رمزي، إذ اختفى شعار البلد المضيف في سياق رسمي.
2. حذف عبارة "Morocco 2025" من المنشورات الرسمية
لاحظ متابعون اختفاء عبارة "Morocco 2025" من بعض الصور الرسمية للمنتخب الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت تظهر فيه العبارة بشكل موحّد على باقي المنشورات المعتمدة من قبل المنتخبات الأخرى المشاركة. وقد وُصف هذا التعديل بكونه "محاولة لمسح هوية البلد المنظم".
3. تغييب قائدة الفريق عن الصورة الرسمية
أثار غياب قائدة المنتخب الجزائري عن الصورة الجماعية الرسمية استغرابًا واسعًا، خصوصًا بعد ورود تقارير تفيد بأنها امتنعت عن المشاركة تعبيرًا عن رفضها الظهور في خلفية تحمل اسم المغرب أو علمه.
4. تصريحات مبهمة عن البلد المضيف
في مناسبة أخرى، وُجهت انتقادات لقائدة الفريق بعدما استخدمت في تصريحاتها عبارة "بلد آخر" بدلًا من الإشارة الصريحة إلى المغرب كمضيف رسمي للبطولة، وهو ما اعتُبر خروجًا عن الأعراف الرياضية والدبلوماسية.
5. إخفاء اسم المغرب في بطاقة اعتماد المدرب
ظهر مدرب المنتخب الجزائري، فاريد بنسْتي، في إحدى اللقطات وهو يحمل بطاقة اعتماد تم قصّ جزء منها بطريقة أظهرت اسمه وصفته، لكن أخفت اسم البلد المضيف. ولم يتضح إن كان ذلك تم عن قصد أو لأسباب تنظيمية، إلا أنه أُدرج ضمن سلسلة التصرفات محل المساءلة.
الكاف تتدخل... وتحتفظ بحقوقها التأديبية
في ضوء هذه الممارسات، أصدرت الكاف بيانًا رسميًا أكدت فيه فتح تحقيق ضد الجزائر حول "احتمال خرق الأنظمة واللوائح التنظيمية المرتبطة بالبطولة"، دون أن تذكر تفاصيل دقيقة أو تُصدر قرارات مباشرة، في انتظار استكمال المسطرة التأديبية.
قائمة "الخروقات" التي تلاحق الجزائر في "كان السيدات بالمغرب"
يواجه الاتحاد الجزائري سلسلة من الاتهامات من طرف "الكاف" تتعلق بإخفاء رموز البطولة أو البلد المضيف، خلال مشاركتها في كأس إفريقيا للسيدات، أبرزها التلاعب بالهوية البصرية في وسائل الإعلام والمنصات الرسمية.
