منذ أن حلّ فرانك لامبارد وستيفن جيرارد خلف البرازيلي رونالدينيو في تصويت الكرة الذهبية عام 2005، لم يصعد أي لاعب إنجليزي إلى منصة التتويج، باستثناء جود بيلينغهام العام الماضي. أما آخر تتويج فعلي فكان مع مايكل أوين في نسخة 2001، في فوز لا يزال مثار جدل حتى اليوم. ومنذ ذلك الحين، لا تزال الكرة الإنجليزية في "صيام طويل" عن هذا الاستحقاق الفردي العالمي، وسط هيمنة أسماء من دول أخرى.
ورغم الآمال المتجددة سنويًا، فإن الحضور الإنجليزي في قائمة المرشحين يبقى باهتًا، إذ لم يتضمن ترتيب العشرة الأوائل هذا العام سوى اسم واحد: كول بالمر، لاعب وسط تشيلسي، الذي حل ثامنًا، متقدمًا بشكل مثير للجدل على بيدري نجم برشلونة. وبهذا يصبح بالمر أول لاعب يدخل قائمة العشرة الأوائل دون أن يشارك في دوري أبطال أوروبا منذ نيمار جونيور عام 2011.
المرشح الأبرز من الإنجليز يبقى جود بيلينغهام، الذي جاء ثالثًا العام الماضي بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، وبلوغه نهائي كأس أوروبا مع منتخب "الأسود الثلاثة". ولو كان الإنجليز قد توجوا بلقب البطولة القارية في برلين، ربما كان بيلينغهام خلفًا لأوين. ولهذا، تبقى الآمال معلقة على كأس العالم المقبلة لإعادة إنعاش حظوظ "بلد اخترع كرة القدم"، والذي لم يحرز سوى خمس كرات ذهبية في تاريخه.وتوزعت هذه الجوائز على مايكل أوين (2001)، وستانلي ماثيوز (1956)، وبوبي تشارلتون (1966)، وكيفن كيغان الذي يعد الإنجليزي الوحيد الذي فاز بها مرتين متتاليتين (1978 و1979). ويُذكر أن تتويج أوين جاء بعد موسم تُوّج فيه بثلاثية محلية مع ليفربول، متفوقًا على راؤول غونزاليس الذي يعتبره كثيرون الأجدر بالجائزة حينها.
في المقابل، تبتعد إنجلترا كثيرًا عن فرنسا التي أحرز لاعبوها ثماني كرات ذهبية عبر ستة لاعبين مختلفين، وعن الأرجنتين التي جاءت كل ألقابها بفضل ليونيل ميسي، وأيضًا عن ألمانيا والبرتغال وهولندا، ولكل منها سبع جوائز.
أما هاري كين، فيبدو أن الوقت قد فات. فمع اقترابه من عامه الثالث والثلاثين، لم تُترجم إنجازاته الفردية إلى اعتراف عالمي على مستوى الجوائز، رغم أنه كان هداف الدوري الإنجليزي ثلاث مرات، والدوري الألماني مرتين، وتصدر ترتيب الهدافين في كأس العالم واليورو، إلى جانب اختياره أفضل لاعب في البريميرليغ، ودخوله التشكيل المثالي ست سنوات متتالية. ومع ذلك، فإن النقص في البطولات الجماعية يظل عائقًا؛ إذ لم يحقق سوى لقب الدوري الألماني وكأس السوبر الألماني طوال مسيرته.
وفي الكرة الذهبية للسيدات، لم يكن الوضع أفضل كثيرًا، حيث لم تصعد إلى المنصة سوى ثلاث لاعبات إنجليزيات خلال خمسة عشر عامًا: لوسي برونز (ثانية عام 2019)، وبيث ميد (ثانية عام 2022)، وأليسيا روسو (ثالثة عام 2025 خلف بونماتي وكالدينتي).
الكرة الذهبية...ما تزال تخاصم الإنجليز
منذ تتويج مايكل أوين المثير للجدل عام 2001، لم يعرف الإنجليز طعم الذهب في أكبر جائزة فردية بكرة القدم. رغم مواهب لامعة مثل بيلينغهام وكين، لا يزال "بلد كرة القدم" يترقب ظهور وريث جديد يضعه على منصة التتويج مجددًا.
