المتوكل: المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم قادر على رفع التحدي

تحدثت نوال المتوكل عن مسيرتها الاستثنائية، مبرزة أهمية تنظيم كأس إفريقيا للأمم للسيدات في المغرب، مؤكدة أن دعم الرياضة النسائية هو استثمار في مستقبل القارة الإفريقية.

المتوكل: المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم قادر على رفع التحدي


أبرزت، العداءة الأولمبية السابقة نوال المتوكل أهمية نهائيات كأس إفريقيا للأمم سيدات، بالنسبة للمغرب، ولنساء إفريقيا، ولها شخصيا، مشيرة إلى أن المنتخب المغربي النسوي قادر على رفع التحدي خلال هذه النهائيات، التي ستقام بالمغرب الشهر المقبل.

ونحدثت المتوكل في حوار مع موقع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، عن العديد من المحطات في مسارها الرياضي، منذ التتويج بالميدالية الذهبية في أولمبياد لوس أنجلوس 1984، مرورا بالمسؤوليات الحكومية، إلى أن أصبحت تحتل مكانة في هرم اللجنة الأولمبية الدولية.

وختمت المتوكل حوارها بتوجيه رسالة للقارة السمراء، مفادها"أن تؤمن إفريقيا ببناتها، أن تدعمهن، تحتفي بهن، وترافقهن نحو القمم، فنجاحهن هو نجاح القارة بأكملها"

+ ما شعورك برؤية مسابقة قارية كبرى للسيدات تُقام في بلدك؟

- إنه شعور بالفخر الكبير أن أرى نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات، تُقام في بلدي المغرب. إنها رسالة قوية تعكس التقدم والانخراط في دعم الرياضة عمومًا، والرياضة النسائية بشكل خاص. كما تُظهر أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو مزيد من المساواة والإنصاف، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، الملك محمد السادس، الذي منح دفعة قوية لترقية مكانة المرأة.

+ أنتِ من رائدات الرياضة النسائية في المغرب وإفريقيا. ما الذي دفعك طوال هذا المسار؟

- لقد أعطتني الرياضة الكثير: الانضباط، الصرامة، العزيمة، الشغف، والأهم من ذلك، القناعة بأن للنساء مكانتهن الكاملة في الرياضة على كل المستويات. كنت مؤمنة دائمًا أن الإرادة تُكسر بها الحواجز.

+ كان سباقك في نهائي 400 متر حواجز في أولمبياد 1984 لا يُنسى. كيف غيّر هذا الحدث حياتك؟

- كان ذلك نقطة تحول حاسمة في حياتي. لقد وضعني هذا الفوز التاريخي على الساحة الدولية، لكنه قبل كل شيء منح الأمل والأحلام لآلاف الفتيات والنساء في المغرب، وفي إفريقيا، والعالم العربي. أصبح هذا الانتصار أكثر من مجرد ميدالية: بل رسالة قوية.

+أصبحتِ رمزًا للتحرر بالنسبة لجيل بأكمله وأكثر. هل أدركتِ حجم هذه المسؤولية مبكرًا؟

-نعم. أدركتُ مبكرًا أن مسيرتي غير التقليدية قد تُلهم الآخرين. لقد حملتُ هذه المسؤولية بفخر، وبروح عالية من الالتزام، ولكن أيضًا بتواضع ووعي كامل.

+ كيف استُقبل انتصارك الأولمبي في المغرب؟

- بكثير من العاطفة. لقد كانت المرة الأولى التي يفوز فيها بلدنا بميدالية ذهبية أولمبية، وحققتها امرأة! شعرت حينها بموجة من الحب والفخر والإعجاب من طرف المغاربة. لقد ترك هذا الحدث أثرًا في جيل بأكمله.

+ شغلك لمناصب عدة كوزيرة، ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية... لماذا ظلّت الرياضة في صلب التزامك؟

- شكّلت الرياضة شخصيتي. أثّرت فيّ كثيرًا، وقررت أن أضع تجربتي في خدمة الآخرين، والدفاع عن القضايا النبيلة، والترويج لقيم ومثل الرياضة في جميع أنحاء العالم. سرعان ما فهمت أن القوة السحرية للرياضة غير محدودة، لأنها لغة عالمية، وأداة للتحرر، والدبلوماسية، والتنمية.

+ ما الذي تأملينه من هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، رياضيًا ومجتمعيًا؟

- آمل، مثل كل المغاربة، أن تكون بطولة عالية المستوى، تنافسية ومثيرة. وآمل كذلك أن تُسهم في تغيير العقليات، وتعزيز مكانة المرأة في الرياضة، وإلهام الأجيال القادمة.

+ دافعتِ دائمًا عن حقوق النساء في الرياضة. ما هي دلالة هذه المسابقة في هذا النضال؟

- أعتقد أن اختيار المغرب لاحتضان هذه البطولة قرار حكيم. منتخبنا النسائي أثبت في السابق أنه قادر، ويملك الموهبة، ولا شك أنه سيرفع التحدي وسيُظهر أنهن أيضًا حاملات لرسالة المساواة وتكافؤ الفرص.

+ هل ستشاركين بشكل فعال خلال هذه المنافسة؟

- بكل تأكيد. سأكون حاضرة في المدرجات بين الآلاف من الجماهير، لتشجيع منتخبنا النسوي الذي سيحتاج إلى دعم الجميع حتى يتأهل إلى الأدوار المقبلة. وأود أن أُضيف أنني في صغري مارست كرة القدم قبل ألعاب القوى. لأؤكد لكم أن كرة القدم تحتل مكانة خاصة في قلبي.

+ هل يمكن أن تُلهم هذه المنافسة ظهور "نوال المتوكل" جديدة في كرة القدم؟

- هذا هو حلمي! أن تكون هذه البطولة مصدر إلهام وطموح لكل الفتيات اللواتي يعشقن الرياضة. كرة القدم النسائية أمامها مستقبل مشرق، بفضل جهود الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تحت رئاسة ، فوزي لقجع، الذي أظهر، منذ توليه المسؤولية، إدارة نموذجية، رؤية استراتيجية وحكامة رشيدة. النتائج على أرض الواقع تُثبت ذلك، ومنها الإنجاز التاريخي في مونديال 2022 بقطر.

+ ما الذي ينتظره الجمهور المغربي من "لبؤات الأطلس"؟

- ينتظر الجمهور منهن الروح الكفاحية، والاعتزاز بالقميص، ولم لا تحقيق مسار تاريخي! لكن، وبعيدا عن النتائج، فالأهم هو تمثيل المغرب بشرف، وكتابة صفحة جديدة من تاريخنا الرياضي.

+ ما هي رسالتك لإفريقيا بمناسبة كأس أمم إفريقيا للسيدات، توتال إنيرجيز، 2024، في جملة واحدة؟

- أن تؤمن إفريقيا ببناتها، أن تدعمهن، تحتفي بهن، وترافقهن نحو القمم، فنجاحهن هو نجاح القارة بأكملها.

+ شعار هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا للسيدات هو: "فائزات بالفطرة" ما الذي يمثّله لك؟

- هذا الشعار يُكرم نساءً يحملن منذ طفولتهن عزيمة استثنائية ليصبحن شخصيات ملهمة، قادرات على تخطي الحدود. من خلاله، يتم تكريم جيل كامل من الرياضيات الإفريقيات: مكافحات، نماذج يُحتذى بها للأجيال المقبلة.