تغير مسار إبراهيم دياز في عام 2024 ، حينما اختار الدفاع عن ألوان المغرب بدلًا من إسبانيا، حيث كان يعتبر في ذلك الحين واحدا من أبرز المواهب الهجومية في أوروبا، ونجم الميلان الاول.
القرار أثار المفاجأة في وسائل الاعلام والمنصات الاجتماعية باوروبا خصوصا، ثم الفضول حول إمكانية عطائه داخل الكرة الإفريقية التي ينتمي إليها المغرب، قبل أن يُقنع اللاعب الجميع بأدائه داخل الملعب، لتتلاشى الشكوك سريعًا، من أول ظهور له بقميص “الأسود”، بدا واضحًا أن المنتخب الوطني كسب عنصرًا استثنائيًا: لمسات دقيقة، مهارة عالية في اللعب بين الخطوط، وذكاء كبير في استغلال المساحات وصناعة الفارق.
أرقامه في التصفيات كانت كافية لفرض مكانته: 7 أهداف في 4 مباريات، لقب هداف المرحلة، وتأثير هجومي لافت. وكان “الهاتريك” أمام ليسوتو (7-0) إعلانًا واضحًا عن صعود نجم هجومي جديد في منظومة وليد الركراكي. في سن السادسة والعشرين، لم يعد دياز مشروع نجم، بل أحد ركائز المنتخب.
إشادات داخلية... وانتظارات جماهيرية ضخمة
داخل المجموعة، اكتسب براهيم سريعًا ثقة الجميع. أشرف حكيمي عبّر عن ذلك قائلًا: «إبراهيم يمنح المنتخب بُعدًا مختلفًا. إبداعه ورؤيته إضافة كبيرة... واحتضناه كأخ منذ يومه الأول.»
أما وليد الركراكي فأكد: «قدّم لنا حلولًا هجومية افتقدناها.. انسجم بسرعة مع أسلوب اللعب وصار جزءًا من هويتنا الجماعية.»
لكن خارج المستطيل الأخضر، يرى جزء من الجمهور المغربي الصورة بشكل مختلف. فبالرغم من أرقامه الجيدة، يتعامل المشجعون مع دياز باعتباره لاعبًا قادمًا من قمة كرة القدم الأوروبية، أولًا من ميلان، ثم من ريال مدريد، إن لم يكن أساسيًا دائمًا. لذلك، فإن سقف التوقعات بقي مرتفعًا للغاية، إذ تنتظر الجماهير منه ما هو أبعد من اللمسات الفنية والأدوار التكتيكية: تنتظر منه حمل المنتخب فوق كتفيه، وأن يتحول إلى اللاعب القادر على تغيير مصير المباريات الكبرى.
بين ضغط القميص الوطني ومطلب "الانفجار"
ورغم محدودية دقائقه هذا الموسم مع ريال مدريد، إلا أن صورته داخل المنتخب تبقى مختلفة. مع “الأسود”، يظهر إبراهيم لاعبًا حرًا، مبدعًا، وراغبًا في تأكيد مكانته. ومع اقتراب “كان المغرب 2025”، ترتفع الأصوات المطالبة برؤية نسخة أقوى وأكثر حسماً منه.
"كان" المغرب... الامتحان الفاصل
يخوض المغرب الدور الأول ضمن مجموعة تضم مالي، زامبيا وجزر القمر، وهي منافسات تحتاج إلى لاعب قادر على تفكيك دفاعات متماسكة وإبداع الحلول في المساحات الضيقة... وهي خصال تُعد جزءًا من هوية دياز. لكن اليوم، الانتظارات لم تعد مقتصرة على الإبداع؛ الجمهور يريد تأثيرًا مباشرًا في النتائج، ولحظة انفجار تعلن ولادة نجم قائد داخل المنتخب، يسد الفراغ الذي قد يتركه حكيم زياش.
يدخل "سي براهيم"، كما يحلو للمغاربة تلقيبه، “كان المغرب 2025” عند مفترق طرق حقيقي: بطولة قد تحسم صورته لدى الجماهير، وتحدد ما إذا كان سينتقل من لاعب موهوب وفعّال... إلى نجم يحمل آمال المنتخب وطموحات شعب بأكمله.