جمال السلامي: مسيرة طويلة من جمعية الحليب إلى "مونديال الأردن"

من لاعب شاب في جمعية الحليب إلى مدرب يحفر اسمه في تاريخ كرة القدم العربية، جمال السلامي، في حوار تلفزيوني، يحكي عن تجاربه، إنجازاته، وأخطائه التي تعلم منها، ليصبح أحد أبرز المدربين المغاربة، قاد منتخب الأردن للتأهل إلى مونديال أمريكا.

جمال السلامي: مسيرة طويلة من جمعية الحليب إلى "مونديال الأردن"

البداية في ملاعب الدار البيضاء

بدأ جمال السلامي مساره الكروي منذ صغره في حي الأنارة بمدينة الدار البيضاء، حيث كان يلعب الكرة مع أصدقائه في الشوارع والفضاءات المفتوحة. يقول السلامي:"بدأت الكره تقريبا منذ سن صغير، في حي الأنارة، وكان عندنا فضاءات كثيرة نلعب فيها. ثم جاءت الفرصة أن ألتحق بجمعية الحليب في صيف 1983، حيث بدأت مع صغار الفريق حتى موسم 94-95، قبل أن أصعد للفريق الأول للأولمبيك البيضاوي."

تأثير المدربين الأوائل

تحدث السلامي عن تأثير المدربين الذين قابلهم في بداية مساره:"أول مرة صعدت مع الفريق الأول، جاء مدرب معروف، الله يرحمه، وكان يعطي الفرصة للشبان. ومن بعده، سي محمد العماري، رحمه الله، منحنا الفرصة أنا ومجموعة من اللاعبين لنثبت أنفسنا."

وعن التحديات بين الدراسة والكرة أوضح السلامي:"كنت متفوقا في الدراسة وخديت بكالوريا علوم، والوالد رحمه الله كان داعم لي، لم يمنعني أبدا من ممارسة الكرة."

تجربة الاحتراف في تركيا

مسار السلامي الاحترافي لم يقتصر على المغرب، فقد اختبر تجربة مهمة في تركيا مع نادي بيشيكطاش: "ذهبت لتركيا وقضيت ثلاث سنوات، كانت تجربة مهمة جدا لمستوى التدريب واللاعبين، واكتسبت خبرة كبيرة."
لكنه أشار إلى صعوبات تلك المرحلة: "كانت فترة صعبة، خاصة بعد الزلزال الذي أثر على عدة مناطق، وتوقف الدوري لفترة طويلة، وكان علينا التكيف مع الظروف الصعبة."

المحطات التدريبية في المغرب

درّب السلامي عدة أندية مغربية: الرجاء الرياضي، الفتح الرياضي، الدفاع الحسني الجديدي، وحسنية أكادير. وعبر عن أهم الدروس التي تعلمها قائلا: "الرجاء كانت تجربة كبيرة، جمعت بين الفوز بالألقاب والتحديات، وأعتقد أن بعض القرارات التي اتخذتها، مثل السفر قبل نهائي كأس العرب، كانت خطأ، لأنني لم أكن موجودا لدعم الفريق بالشكل المطلوب."

الإنجاز الأكبر مع منتخب الأردن

الإنجاز الأبرز جاء مع منتخب الأردن، حيث قاد الفريق للتأهل إلى مونديال أمريكا:"مع الأردن، حاولنا بناء فريق قوي، استفدنا من تراكم الخبرة والتنظيم الجيد للإدارة، وكان التحدي كبير، لكن نجحنا في تحقيق حلم التأهل للمونديال، وهو إنجاز نفتخر به جميعا."

التكنولوجيا ودورها في التدريب

وعن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التدريب أضاف المدرب المغربي: "الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة لدعم القرار، لكنه لا يمكن أن يحل مكان المدرب أو مساعديه، فهو عنصر إضافي يساعد في التحليل وتقييم اللاعبين."

الوفاء للكرة المغربية

واختتم السلامي حديثه بتأكيد وفائه للكرة المغربية: "أنا ممتن لكل ما تعلمته في المغرب، وأشعر بالفخر كلما مثلت بلدي، سواء داخل الوطن أو خارجه. الكرة المغربية منحتني قيمًا ومكانة، وسأظل دائمًا مستعدا لدعمها."