لم يحمل فوز ريال مدريد على تالافيرا أي جديد يُذكر على مستوى الأداء أو الطمأنينة، لكنه جنّب الفريق هزيمة كانت ستبقى عالقة في الذاكرة الجماعية. خرج النادي الملكي من المواجهة بأقل الأضرار، فيما واصل كيليان مبابي مطاردة رقم قياسي جديد في عدد الأهداف خلال سنة ميلادية واحدة بقميص ريال مدريد، بعدما خاض اللقاء كاملًا رغم المخاوف البدنية.
أما تشابي ألونسو، فلم يخرج من المباراة في وضع أفضل مما دخلها، إذ لا تزال وضعيته التقنية محصورة بين القلق والانتقاد، في انتظار اختبار أكثر حساسية قد يكون بمثابة الحكم النهائي على مستقبله، مع اقتراب استحقاق كأس السوبر.
وكما جرت العادة، بدت مباريات الكأس أقل إغراءً للكبار، وأكثر جذبًا للفرق المتواضعة وجماهيرها. ومع ذلك، حاول بعض لاعبي ريال مدريد استثمار الفرصة، يتقدمهم إندريك، الذي أظهر سرعة وحيوية ولمسات فنية أفضل مما قدمه سابقًا، إلى جانب داني سيبايوس الذي طالب ضمنيًا بدور أكبر مستقبلًا. كما قدم الشاب دافيد خيمينيز أداءً متوازنًا، في حين خرج تالافيرا بشرف الصمود، بعدما أجبر ريال مدريد على المعاناة حتى الدقائق الأخيرة.
وشهد اللقاء حضورًا لافتًا لمبابي في التشكيلة الأساسية، رغم أن مشاركته لم تكن متوقعة. غير أن رغبته في تجاوز رقم كريستيانو رونالدو، المسجل بـ59 هدفًا في سنة واحدة، جعلته يصر على اللعب، وقد بلغ رصيده 58 هدفًا مع تبقي مباراة واحدة.
ولخدمة هذا الهدف، اعتمد تشابي ألونسو على تشكيلة هجومية جريئة، ضمت إندريك وغونزالو وماستانتوانو، مع ثنائي وسط يميل أكثر للإبداع، أردا غولر وسيبايوس، في وقت بدا فيه الأسلوب أقرب إلى سيناريو نهاية مباراة طارئة، لا مواجهة في دور مبكر من كأس الملك. وكان واضحًا أن ريال مدريد سعى لحسم الأمور مبكرًا وتفادي استنزاف إضافي، مع الاحتفاظ بأوراق مثل فينيسيوس ورودريغو على دكة البدلاء.
غير أن هذا الرهان لم يؤتِ ثماره سريعًا. فتالافيرا، رغم وضعيته الصعبة في الدوري، دخل اللقاء بحماس كبير، وتمكن من مجاراة ريال مدريد في فترات مهمة، بل وهدد مرمى لونين عبر رأسية خطيرة في بداية اللقاء.
وبمرور الوقت، فرض ريال مدريد سيطرته التدريجية، وبدأ في تضييق الخناق، خاصة عبر إندريك، الذي أهدر عدة فرص محققة. ومع ارتفاع نسبة الاستحواذ، ظل الحارس خايمي سدًا منيعًا، قبل أن يكسر الحكم التوازن بقرار مثير للجدل، عندما احتسب ضربة جزاء لمبابي بعد لمسة يد لم تبدُ واضحة، في لقطة غاب عنها تدخل تقنية الفيديو.
وفي الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، جاء الهدف الثاني بعد تمريرة عرضية من مبابي تحولت بخطأ دفاعي إلى هدف ضد المرمى، ما بدا وكأنه حسم مبكر للمواجهة.
ورغم ذلك، واصل مبابي البحث عن التسجيل في الشوط الثاني، وأتيحت له عدة فرص، دون أن تتغير النتيجة. ومع تراجع الإيقاع، فقدت المباراة بريقها، واكتفى ريال مدريد بتسيير الدقائق، وسط محاولات خجولة من غولر وخيمينيز، تألق أمامها مجددًا الحارس خايمي، الذي خرج بصورة مشرفة رغم الإقصاء.