كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي: إلى متى؟

في زمن تُطوى فيه صفحات النجومية سريعًا، يواصل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي كتابة فصول أخيرة من العظمة، متحدّين منطق العمر والجغرافيا.

كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي: إلى متى؟
خصصت صحيفة "ماركا" الإسبانية، مقالا بعنوان "كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي: إلى متى؟"، تحدثت عن تطلعات النجمين البرتغالي والأرجنتيني في هذه المرحلة من عمرهما مبرزة أن اللاعبين لديهما أهداف وطموحات يرغبان في تحقيقها في القادم من السنوات، خاصة بالنسبة إلى رونالدو.

وقالت الصحيفة، بعيدًا عن الأضواء الصاخبة، يواصل النجمان الأسطوريان تحطيم الأرقام وتحدي الزمن، كلٌ في جهته من العالم. وبينما تلوح نهاية الرحلة في الأفق، لا يزال كل منهما يكتب سطورًا أخيرة من المجد قبل وداع الملاعب.

بعيدًا عن الأضواء الصاخبة، يواصل النجمان الأسطوريان تحطيم الأرقام وتحدي الزمن، كلٌ في جهته من العالم. وبينما تلوح نهاية الرحلة في الأفق، لا يزال كل منهما يكتب سطورًا أخيرة من المجد قبل وداع الملاعب

كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، اسمان لا يحتاجان إلى تعريف، ورمزَان لعصر ذهبي في كرة القدم. صراع كروي بدأ فعليًا في عام 2009، عندما انتقل النجم البرتغالي إلى ريال مدريد، ومنذ ذلك الحين، لم يهدأ الجدل ولا المقارنات، رغم أن المسافة بينهما اليوم تتجاوز 12 ألف كيلومتر.

صحيح أن وهج التنافس لم يعد كما كان في سنوات مجدهما بإسبانيا، عندما كانا يتناوبان على التتويج بالكرة الذهبية ويتقاسمان المجد داخل الملعب وخارجه، إلا أنهما لا يزالان، في خريف مسيرتهما، يقدّمان نموذجًا استثنائيًا على الاستمرارية والرغبة التي لا تنطفئ في تحقيق الإنجازات، رغم تقدمهما في السن وابتعادهما عن الدوريات الكبرى.

الموعد الأهم: كأس العالم 2026

السؤال الذي يطرحه الجميع: إلى متى سيواصلان اللعب؟ رونالدو ما زال يسجل في الدوري السعودي، وميسي يفعل الأمر ذاته في الدوري الأمريكي. الأول أحرز مؤخرًا لقب دوري الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده، والثاني تُوّج بكأس العالم وكوبا أمريكا في آخر عامين ونصف.

رونالدو يستعد لبداية موسمه الاحترافي الـ24، بينما يدخل ميسي موسمه الـ22. مسيرة لا تشبهها أي مسيرة.

المحطة المقبلة، التي تشغل بال الجميع هي كأس العالم 2026، والتي ستُقام في الولايات المتحدة، كندا والمكسيك. ستكون النسخة السادسة في تاريخهما، وهو رقم قياسي غير مسبوق، وقد تكون بمثابة النهاية الأسطورية لمسيرتهما... على الرغم من أن الواقع يبدو مختلفًا، خاصة بالنسبة لرونالدو.

رونالدو: الحلم بـ1000 هدف... ولعب مشترك مع الابن؟

هذا الصيف، وعلى الرغم من شائعات رحيله عن النصر السعودي، وقّع كريستيانو على عقد جديد يمتد حتى 2027، سيجني من خلاله ما يقارب نصف مليون يورو يوميًا. الهدف واضح: المشاركة في كأس العالم المقبلة وتحقيق إنجاز جديد.

الهداف التاريخي لكرة القدم يسعى الآن لتحقيق إنجاز شخصي غير مسبوق: تسجيل 1000 هدف. يمتلك حاليًا 939 هدفًا، بفارق 61 هدفًا فقط عن الحلم. وقد سجل 99 هدفًا مع النصر خلال ثلاث مواسم، أي بمعدل 33 هدفًا في الموسم. إذا واصل هذا المعدل، سيصل إلى هدفه بسهولة، دون احتساب أهدافه مع المنتخب البرتغالي.

لكن الحلم الآخر الذي لا يقل أهمية بالنسبة له هو اللعب بجانب نجله، كريستيانو جونيور، الذي ينشط حاليًا مع فريق النصر تحت 15 سنة، وسبق أن ظهر مع الأكاديمية البرتغالية. هل نراهما معًا في الفريق الأول؟ ربما، سواء كان ذلك لأسباب رياضية أو لصورة رمزية تُخلَّد في ذاكرة كرة القدم، تمامًا كما يحدث مع ليبرون جيمس وابنه "بروني" في كرة السلة الأمريكية.

ميسي: احتمال الاعتزال في أمريكا... أو العودة للجذور؟

أما ليونيل ميسي، فإن عقده مع إنتر ميامي ينتهي في 30 ديسمبر 2025، لكن تجري مفاوضات لتمديده حتى نهاية 2026، لضمان مشاركته في كأس العالم وهو في أفضل حالاته. الفريق الأمريكي يريد الاحتفاظ به "حتى يقرر هو الرحيل"، وفق ما كشفته صحيفة ماركا مؤخرًا.

ميسي، بأرقامه الخيالية – 874 هدفًا، 388 تمريرة حاسمة، 46 لقبًا، و8 كرات ذهبية – ما زال يبدع أسبوعًا بعد آخر في الدوري الأمريكي. ومع ذلك، فإن مستقبله بعد 2026 يظل غامضًا. بعض الشائعات تحدثت عن عودة محتملة إلى برشلونة أو حتى إلى نيويلز أولد بويز، ناديه الأول في الأرجنتين.

لكن ميسي صرّح العام الماضي أن إنتر ميامي سيكون آخر محطاته... ما يعني أنه ربما يعتزل في سن 39، بعد محاولة أخيرة للدفاع عن لقب كأس العالم مع الأرجنتين.

وماذا بعد الاعتزال؟

حين يعتزل هذان العملاقان، سيفقد العالم الكروي شيئًا من وهجه. لكن كلٌ منهما يخطط للبقاء قريبًا من الساحرة المستديرة.

رونالدو صرّح سابقًا برغبته في رئاسة نادٍ كروي، واستبعد في الوقت الحالي فكرة التدريب. في المقابل، يمتلك النجم البرتغالي إمبراطورية اقتصادية ضخمة تشمل مجالات: الفنادق، الموضة، السينما، رياضة البادل، والعيادات التجميلية، وقد يكون أيضًا سفيرًا عالميًا لكرة القدم العربية.

أما ميسي، فرغم تحفظه الإعلامي، فإنه من غير المستبعد أن يتجه نحو دور إداري أو استشاري في كرة القدم، أو ربما العمل مع الاتحاد الأرجنتيني أو حتى استثمار تجربته في تطوير كرة القدم بالولايات المتحدة أو بلده الأم.