كيف انتهى المطاف بنجم تشيلسي السابق زياش بلا نادٍ في عمر الـ32؟

حكيم زياش، أحد أبرز المواهب الأوروبية في 2019، يواجه اليوم تحديًا صعبًا بعد تجارب مختلطة في تشيلسي وغلطة سراي والدحيل، مع فرصة أخيرة محتملة للعودة للمستوى العالي عبر إشبيلية الإسباني.

كيف انتهى المطاف بنجم تشيلسي السابق زياش بلا نادٍ في عمر الـ32؟
خصص موقع "3 أيديد مينوتس" الإنجليزي مقالا مطولا للحديث عن مسار الدولي المغربي حكيم زياش الرياضي، انطلاقا من وضعه الحالي، حيث يوجد في "عطالة" بعد انتهاء عقده مع الدحيل القطري،

وابتدأ المقال، الذي عنونه صاحبه الصحفي ماتيو غريغور بتصريح لزياش، "كنت من المفترض أن أكون خليفة إيدن هازارد في تشيلسي مقابل 38 مليون جنيه إسترليني. والآن، أنا لاعب حر وأرغب فقط في "أن يتركوني وشأني"، واسترسل في الحديث قائلا"في العام 2019، بدا أن حكيم زياش يملك العالم بين يديه. بفضل موهبته الفريدة وحسه التهديفي الرائع، سجل 22 هدفًا مع أياكس وقاد الفريق إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا. في العام التالي، أنفق تشيلسي 44 مليون يورو (ما يعادل اليوم 38 مليون جنيه إسترليني) لضمه، وسجل زياش أهدافًا في أولى المباراتين، اللتان شارك فيهما أساسياً، ليكون في ذروة عطائه الكروي"، وواصل" لكن هذه القمة لم تدم طويلًا. ففي 2023، أصبح زياش غير مرغوب فيه في ستامفورد بريدج، وغادر غاضبًا بعد فشل انتقاله إلى باريس سان جيرمان بسبب مشاكل إدارية. اليوم، وبعد عامين وصراع كبير مع أحد الأندية، يجد زياش نفسه بلا نادٍ، ويريد ببساطة "أن يتركوه وشأنه".

ماذا حدث لحكيم زياش؟

يتذكر جمهور تشيلسي جيدًا إحباطهم من زياش. فقد كان لا يُقهر في أفضل أيامه، لكنه كان يتراجع أحيانًا ويبدو نادراً ما يكون مستعدًا لبذل المجهود في المباريات الصعبة.

فرانك لامبارد، مدربه السابق، وصفه ذات يوم بأنه الخليفة الطبيعي لإيدن هازارد، الذي رحل إلى ريال مدريد قبل عام من وصول زياش، لكن الأداء الاستثنائي الذي كان يقدمه البلجيكي كان نادرًا عند زياش، رغم بداياته المشرقة في ستامفورد بريدج.

لم يتمكن زياش من فرض نفسه كلاعب أساسي دائم، خصوصًا في الدوري، وتناوب على التواجد بين التشكيلة الأساسية بين عهد لامبارد وتوماس توخيل. ومع تعيين غراهام بوتر مدربًا رئيسيًا لتشيلسي أواخر 2022، أصبح زياش لاعبًا ثانويًا، وبدأ النادي يبحث عن بديل له"، وتابع "رغم خيبة أمله في تشيلسي، لفت أداؤه انتباه باريس سان جيرمان الذي منح اللاعب فرصة على سبيل الإعارة، لكن العقد الذي وُقّع في يوم انتهاء فترة الانتقالات الشتوية أُلغي في اللحظة الأخيرة بسبب عدم تقديم تشيلسي المستندات المطلوبة. غضب زياش، ولم يُشارك كأساسي سوى في مباراة إضافية واحدة مع الفريق".

كيف انتهى المطاف بنجم تشيلسي السابق زياش بلا نادٍ في عمر الـ32؟


التجربة التركية وفشل العلاقة مع غلطة سراي

في الصيف التالي، حصل زياش أخيرًا على انتقال بنظام الإعارة مع خيار الشراء إلى غلطة سراي التركي. لكن اللاعب، الذي حلم بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان، بدا غير راضٍ عن الانتقال إلى تركيا، وكانت العلاقة بينه وبين النادي بعيدة عن أن تكون ناجحة.

شارك زياش في 16 مباراة فقط، وفي غضون 18 شهرًا حدثت خلافات كبيرة مع المدرب، ليصبح شخصية مثيرة للجدل بين جماهير غلطة سراي. وقال اللاعب لوسائل الإعلام التركية، "غلطة سراي انتهى بالنسبة لي. لا أريد اللعب هنا بعد الآن. سأرحل. لم أرَ مدربًا بهذا المستوى المنخفض. لا أهتم. أريد فقط أن يتركوني وشأني. ندمت على قدومي إلى هنا".

وواصل الصحفي ماتيو حديثه عن مسار زياش، "بعد مغادرته غلطة سراي، قضى فترة قصيرة في نادي الدحيل القطري، لكنها لم تستمر طويلًا قبل أن يُلغى عقده مجددًا. اليوم، في عمر 32 عامًا، يبدو زياش متعبًا من مسيرته، ويجد نفسه بلا نادٍ. رغم ذلك، لا يزال الكثير من جماهير أنديته السابقة يثنون على روحه ومهاراته".

لمحة عن فرصة أخيرة في إسبانيا

على الرغم من المشاكل التي واجهها زياش منذ سقوطه في تشيلسي، يبدو أن هناك فريقًا واحدًا على الأقل يفكر في منحه فرصة أخيرة على أعلى مستوى. وفقًا لوسائل الإعلام الإسبانية، يسعى نادي إشبيلية إلى التعاقد مع الجناح المغربي، ومن الممكن إتمام الصفقة رغم انتهاء فترة الانتقالات، لكنه يواجه قيودًا مالية.

فالنادي الأندلسي لم يتمكن من بيع الحارس ألفارو فرنانديز كما خطط، مما يحد من ميزانيته لتلبية مطالب زياش المالية. ومع ذلك، قال المدير الرياضي أنطونيو كوردون إن النادي "ترك مبلغًا صغيرًا جانبًا، تحسبًا لحالة قرر فيها اللاعب تقليص راتبه وتوقعاته في اللحظة الأخيرة".

وختم المقال حديثه بالقول "يبدو أن هذا اللاعب هو زياش نفسه، وربما لديه عروض أخرى للتفكير فيها. يبقى السؤال: هل يرغب زياش في مواصلة مسيرته ولعب كرة القدم بدافع الحب والشغف، أم أن إشبيلية لا تقدم العرض الكافي ليحفزه على العودة للملاعب؟

يبقى زياش وحده من يعرف ما إذا كانت تجربته الصعبة في غلطة سراي قد أطفأت شغفه باللعبة، أو إن مبلغًا مغريًا فقط قد يعيد له الرغبة في التواجد على المستطيل الأخضر. على أي حال، يبدو أن هذه قد تكون فرصته الأخيرة للعودة إلى أعلى مستوى، واستعادة بريقه الذي جعله أحد أبرز المواهب الأوروبية في 2019".