ماذا قال مزراوي عن الكان والمدربين أموريم، وهاغ والدوري الإنجليزي؟
في حوار حصري مع "ذا أتلتيك"، يفتح الدولي المغربي نوصير مزراوي قلبه للحديث عن تجربته الأولى في الدوري الإنجليزي مع مانشستر يونايتد، ضغوط اللعب في نادٍ عالمي، إيمانه العميق، وتطلعاته الكبيرة مع منتخب المغرب خلال استضافة كأس إفريقيا 2025.

تحدث الدولي المغربي نوصير مزراوي لاعب مانشستر يونايتد المغربي عن تجربته الأولى في الدوري الإنجليزي، وعلاقته بمدربيه، والضغط في نادٍ عالمي، وتفاصيل يومياته داخل وخارج الملعب، دون أن يُخفي اعتزازه بالإيمان وأمله الكبير في منتخب المغرب خلال كأس إفريقيا 2025.
وقال مزراوي في حوار مع صحيفة "دا أتلتيك" البريطانية، بخصوص كأس إفريقيا للأمم المقرر بالمغرب نهاية 2025 وبداية 2026، "لم نفز باللقب منذ فترة طويلة... الجمهور يترقب، والضغط موجود، لكن البنية التحتية واللاعبين قادرون على تحقيق حلم طال انتظاره"، وأضاف: "الجامعة تقوم بعمل كبير، والمغرب يستعد ليكون ضمن الأفضل عالميًا مع اقتراب مونديال 2030".
موسمك الأول مع مانشستر يونايتد... كيف تقيّمه؟
على المستوى الشخصي، من حيث اللياقة وعدد المباريات التي شاركت فيها، أستطيع القول إن الموسم كان جيدًا بالنسبة لي. من ناحية بدنية، الدوري الإنجليزي مختلف تمامًا عن غيره من البطولات. لا توجد فيه عطلة شتوية، والمباريات تتوالى بوتيرة سريعة. لذا، من هذه الناحية، كان موسمًا ناجحًا.
أما من حيث الأداء الجماعي، فالنتائج تتحدث عن نفسها. لا أحتاج أن أتحدث كثيرًا... الجميع يعلم ما حدث.
لعبت عددًا أكبر من المباريات مقارنة بمواسمك السابقة. هل فاجأك ذلك؟
كنت دائمًا أتمنى أن أبقى في كامل لياقتي وألعب بانتظام، وهذا لم يكن الحال دائمًا في مسيرتي. الدوري الإنجليزي يتطلب منك الكثير بدنيًا، لذلك يجب أن تعتني بجسدك أكثر من أي وقت مضى.
غيرت من طريقة تفكيري، ركّزت على البقاء في كامل الجاهزية، وأعتقد أن هذا ما ساعدني على خوض هذا العدد من المباريات. لديّ ثقة في إمكانياتي، وأعرف مستواي، وكنت واثقًا من أنني إذا وصلت إلى أفضل حالاتي، فسألعب كثيرًا.
كيف يختلف الدوري الإنجليزي عن البطولات الأخرى؟
عدم وجود عطلة شتوية كان أمرًا جديدًا تمامًا بالنسبة لي. في السابق، كنت أشعر في نهاية نوفمبر أو بداية ديسمبر أن جسدك يحتاج إلى استراحة صغيرة. في إنجلترا لا تحصل على هذه الفرصة، وهذا كان صعبًا في البداية، خاصة بين ديسمبر ويناير.
كما أن وتيرة اللعب سريعة جدًا، لكن هذا يرتبط أيضًا بجودة الفرق الأخرى. كل نادٍ في الدوري يضم لاعبين مميزين. نحن الآن ضممنا لاعبين رائعين من وولفرهامبتون وبرينتفورد، مما يدل على أن المستوى العام للدوري أعلى بكثير من بطولات أخرى.
رغم صعوبة الموسم، ما أبرز الإيجابيات بالنسبة إليك؟
بالنسبة لي، أنني استطعت اللعب لأكثر من عدد الدقائق التي لعبتها في موسمين ونصف مجتمعين. وصلت إلى أول نهائي أوروبي لي، حتى وإن لم نفز به، لكنها كانت خطوة أولى مهمة.
كما أنني تأقلمت بسرعة مع النادي، دون الحاجة إلى فترة طويلة للتكيف. وهذا أعتبره أمرًا إيجابيًا.
كيف تصف مانشستر يونايتد لأصدقائك الذين لا يعرفون عنه الكثير؟
إنه نادٍ كبير. كل العالم يعرف مانشستر يونايتد. الناس يتحدثون عن الفريق في كل مكان، وبكل الطرق. الضغط كبير جدًا، وتشعر بذلك من الداخل.
حتى حين فزنا بكأس الاتحاد الإنجليزي، أن ننهي الموسم في المركز السابع أو الثامن لا يكفي لهذا النادي. هذا يظهر مدى حجم مانشستر يونايتد. كما قال لي تين هاغ ذات مرة: "أياكس نادٍ كبير دوليًا، لكن مانشستر يونايتد عالمي". وأنا أوافقه الرأي تمامًا.
كيف يظهر هذا الضغط عليك كلاعب؟ هل من خلال الإعلام؟ الإنترنت؟
أعتقد أن الضغط يظهر في كل مكان، خاصة على الإنترنت. لكنني لست من النوع الذي يقرأ كل شيء على الإنترنت. هناك عدد هائل من الآراء، خاصة عندما يتعلق الأمر بنادٍ بهذا الحجم.
كيف تصف شخصيتك؟ وكيف يراك الآخرون؟
أنا شخص هادئ، لا أحب الحديث كثيرًا عن نفسي. أُفضّل أن أكون لطيفًا مع الجميع، وأحاول بناء علاقة طيبة مع زملائي في الفريق. علاقتك الجيدة مع اللاعبين تساعدك حتى داخل المباريات؛ يمكنك توجيههم أو تلقي توجيه دون حساسيات.
خارج الملعب، أحب قضاء الوقت مع عائلتي. ذهبت للصيد البحري هذا الصيف، لكن لم يكن الصيد موفقًا كثيرًا (يضحك). أمضيت ثلاث أيام متواصلة منذ الخامسة صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، لكن لم أحصل سوى على سمكة صغيرة. لذا أعتقد أنني اعتزلت الصيد رسميًا!
من هو أصعب لاعب واجهته في الدوري الإنجليزي؟
محمد صلاح، كاورو ميتوما، أنتوني إلانغا... القائمة تطول. أعتقد أن ميتوما كان الأصعب. في المباراة الأولى نجحت في الحد من خطورته، لكن في اللقاء الثاني سجل هدفين، وكنت غاضبًا من نفسي.
ما هو مركزك المفضل؟
ألعب في مركز الظهير الأيمن منذ وقت طويل، وأحيانًا كقلب دفاع أيمن، لكن الظهير الأيمن هو موقعي المفضل. أشعر براحة كبيرة فيه، أعرف خياراتي عندما أستلم الكرة، وأعرف كيف أتحرك وأدافع، الأمور تسير بسلاسة.
هل كان من الصعب عليك رحيل إريك تين هاغ؟
نعم، بالتأكيد. هو أحد الأسباب التي جعلتني أختار مانشستر يونايتد. عملت معه لسنوات في أياكس. حين يرحل المدرب بعد شهرين أو ثلاثة من انضمامك، تشعر بالمسؤولية. لأن أداء اللاعبين يؤثر بشكل مباشر على مستقبل المدرب.
كيف هي علاقتك مع المدرب روبن أموريم؟
مدرب رائع، وشخص عظيم. أحب طريقته في التفكير، إدارته للفريق، وصراحته. لدينا نفس القيم: الصدق، الاحترام، عدم المجاملة. قد تكون الحقيقة قاسية أحيانًا، لكنني أفضل ذلك على الكذب المغلف بالمجاملات.
ماذا حدث في نهائي الدوري الأوروبي أمام بلباو؟
سؤال جيد. كنا نُسيطر على المباراة، نستحوذ كثيرًا، لكن لم نتمكن من تسجيل الأهداف. كان ذلك ملخصًا لما مررنا به طوال الموسم.
هل عدم المشاركة الأوروبية هذا الموسم قد يفيد الفريق؟
لا أعرف. لم يسبق لي أن خضت موسمًا بدون بطولات أوروبية، لذلك لا أستطيع الجزم. سنرى خلال الموسم إن كان ذلك سيساعدنا في التركيز وتحسين الأداء.
ما مكانة الإيمان في حياتك؟
الإيمان هو كل شيء بالنسبة لي، هو الأولوية رقم واحد.
كيف هو اللعب في رمضان؟
مثل أي شهر آخر، لكن بدون طعام أو ماء. يجب أن أواصل اللعب، الركض، بدون أعذار. الألم أكبر، لكن إيماني أهم من أي شيء. هذه تضحية صغيرة جدًا مقارنة بما يمنحني إياه الإيمان.
حدثنا عن المنتخب المغربي واستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025
أعتقد أنها ستكون بطولة رائعة في بلدنا. لم نفز باللقب منذ فترة طويلة، والضغوط كبيرة، لكننا نملك فريقًا مميزًا، ولاعبين رائعين، ومدرب ممتاز. التطلعات عالية جدًا.
والبنية التحتية؟
الجامعة الملكية تقوم بعمل كبير لتكون البطولة الأفضل، سواء بالنسبة لنا أو للمنتخبات الأخرى والجماهير. ومع اقتراب مونديال 2030، فإن البنية التحتية تُبنى لتكون ضمن الأفضل في العالم.
أخيرًا، كيف تجد مدينة مانشستر؟
أحب المدينة كثيرًا، فهي تُشبه إلى حدّ ما المكان الذي نشأت فيه في هولندا. لا يزعجني الجو، سواء كانت الشمس مشرقة أو تمطر. أشعر أنني أعيش هنا منذ وقت طويل، رغم أنني وصلت قبل عام فقط.