مدرب لبؤات الأطلس: نعد الجمهور أن المنتخب المغربي لن يخيب آماله
وعد الإسباني خورخي فيلدا، مدرب المنتخب المغربي النسوي، الجماهير المغربية بعدم خيبة الأمل خلال كأس إفريقيا للأمم المقبلة، مؤكداً عزمه على صناعة فريق تنافسي يعكس طموحات الكرة النسائية المغربية.
 
                
                            وعد الإسباني خورخي فيلدا مدرب المنتخب المغربي النسوي الأول في كرة القدم، أن اللبؤات لن يخبن آمال الجماهير، خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم، المقرر إقامتها بالمغرب الشهر المقبل، دعيا إياهم إلى مساندة اللاعبين بالحضور في المدرجات.
وأبرز خورخي في حوار مع موقع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، دواعي اختياره تدريب المنتخب المغربي، وهو القادم من تتويج عالمي مع المنتخب الاسباني من خلال كأس العالم، متحدثا عن مجموعة اللبؤات التي وصفها بـ "الصعبة"، وكذا انبهاره بالبنية الرياضية التي وجدها، والدعم الكبير للجامعة الملكية المغربية برئاسة فوزي لقجع.قبل انطلاق البطولة، كيف تقيّمون هذه المنافسة، وما هو رأيكم في كرة القدم النسائية الإفريقية بشكل عام؟
- كرة القدم النسائية في إفريقيا تمتلك إمكانيات هائلة. لقد عملنا في المغرب لما يقارب السنتين، وواجهنا منتخبات إفريقية، وشهدنا تطورًا حقيقيًا. أصبح كل شيء أكثر توازنًا. المنتخبات تستعد بشكل أفضل، البطولات الوطنية تتحسن، والمنتخبات تمتلك طواقم تقنية أقوى تساعد اللاعبات على التطور. نرى منتخبات أكثر تنظيمًا، وخاصةً ذات إمكانيات بدنية مذهلة. كما أن هناك العديد من اللاعبات اللواتي يلعبن في أفضل الدوريات العالمية، وهذا يحدث فارقًا كبيرًا، سواء في الأندية أو مع المنتخبات.
قبل توليكم تدريب المنتخب المغربي، كنتم مدربًا لإسبانيا بطلة العالم. كيف أثّرت هذه التجربة على عملكم الحالي مع المغرب؟
- الفوز بكأس العالم هو ثمرة جهد سنوات طويلة. قضيت 17 عامًا مع المنتخبات الإسبانية، بدأت كمدرب لياقة، ثم مساعد مدرب، بعدها دربت منتخبي تحت 17 و19 عامًا، وأخيرًا المنتخب الأول لمدة ثماني سنوات. تلقينا دعمًا كبيرًا من الأندية والاتحاد الإسباني، وهو ما ساعد على تطوير كرة القدم النسائية. فوزنا بكؤوس العالم U17 وU20 والمنتخب الأول في نفس الموسم هو شيء نادر وفخور به جدًا. هذه التجارب الآن تفيدني كثيرًا في المغرب. الواقع مختلف، لكننا نعمل بجدية، ونرى تطورًا مستمرًا، ونتمنى أن يظهر ذلك في النتائج، رغم أننا نعلم أن الأمر يحتاج وقتًا.
تولّيتم تدريب المنتخب المغربي في نوفمبر 2023. ما الذي أقنعكم بالانضمام لهذا المشروع؟
- أول ما جذبني هو المحادثة مع رئيس الجامعة، والتي لمست فيها التزامًا حقيقيًا وشجاعة ورغبة واضحة في تطوير كرة القدم النسائية في المغرب. بعدها، زرت المنشآت التي تُعد من بين الأفضل عالميًا، وشاهدت الفريق العامل في الجامعة الذي يهتم بكرة القدم النسائية. ثم التقيت باللاعبات، وتأثرت جدًا لحماسهن. شعرت أن البيئة ملائمة جدًا للعمل، وتم منحي حرية اختيار الطاقم التقني، وهو أمر غير متاح في كل مكان. كل شيء كان ميسرًا، فاتخذت القرار بسرعة.
المغرب هو أول تجربة تدريبية لكم خارج إسبانيا. كيف عشتم هذه المرحلة الانتقالية؟ وما أبرز اللحظات التي بقيت في ذاكرتكم؟
- أتذكر أولى المباريات بعد توقيع العقد، بعد ثلاثة أيام فقط كان لدينا معسكر ومباراتان في تصفيات الأولمبياد، فزنا فيهما. ما أثار إعجابي هو شغف الناس بكرة القدم. عند عودتنا إلى الإقامة بعد الفوز، استُقبلنا بالزهور والموسيقى، وكان مشهدًا مؤثرًا لم أعشه من قبل. ساعدتُ كذلك في المنتخبات السنية، والآن المغرب يستعد لتنظيم خمس نسخ قادمة من كأس العالم U-17، وهذا يبيّن مدى الالتزام الكبير. المغرب بلد رائع، والناس هنا مضيافون، وأنا سعيد جدًا.
المنتخب المغربي يضم لاعبات من خلفيات وثقافات متعددة. كيف تحققون الانسجام داخل المجموعة رغم هذا التنوع؟
- اللاعبات أنفسهن هن من يسهّلن الأمر، لأنهن يأتين ملتزمات تمامًا بالقميص والشعار والوطن. نحن نحفّز التماسك عبر أنشطة جماعية خارج الملعب. كان من أهدافنا الأولى خلق روح الفريق، وأنا فخور جدًا بما وصلنا إليه. لدينا مجموعة محترمة ومجتهدة، ويتعاملن باحترام مع الجميع. ولدينا طاقم عمل رائع، من الطاقم الطبي إلى المسؤولات الإعلاميات. نشكّل أسرة حقيقية. فيما يخص اللغة، نحاول التكيّف بما نستطيع، وتوجد مساعدة كبيرة من مساعدي سعد قرمان، الذي ينقل الرسائل بدقة بالفرنسية والعربية. الأجواء منسجمة جدًا، وأتمنى أن يدوم ذلك.
المغرب في المجموعة الأولى مع زامبيا، الكونغو الديمقراطية، والسنغال. ما تقييمكم لهذه المجموعة؟
- أعتقد أنها أصعب مجموعة، لأنها متوازنة جدًا. نعرف زامبيا جيدًا، لعبنا ضده في تصفيات الأولمبياد. منتخب تطوّر كثيرًا، يتميز بالقوة البدنية والسرعة، ولديه مدربة جديدة أعطته تنظيمًا أكبر. الكونغو منتخب قوي بدنيًا، ولعبنا ضده ونعرف مدى صعوبته. أما السنغال، فقد واجهناه وديًا، وهو منتخب بإمكانه خلق المشاكل. في هذه المجموعة، كل انتصار سيكون بمثابة "فتح". هدفنا هو القتال في كل مباراة.
بصفتكم وصيف بطل إفريقيا ومضيف البطولة، هل تشعرون بضغط إضافي؟
- لا أراه ضغطًا سلبيًا، بل دافعًا. نضع على أنفسنا ضغطًا إيجابيًا يوميًا للعمل الجيد. إنه امتياز أن نملك هذه الضغوط، لأن هذا يعني أن المنتخب قوي ويمكنه إنجاز أشياء كبيرة. الضغوط الخارجية لا تؤثر كثيرًا، لأننا نحن من نضغط على أنفسنا أكثر.
ما الرسالة التي توجهونها للجماهير المغربية؟
- نعدهم أننا لن نخيب آمالهم. نريدهم في المدرجات، نريد دعمهم على التلفاز. ما أؤكده 100٪ هو أن اللاعبات سيقدّمن كل ما لديهن، ويقاتلن على كل كرة، ليس فقط للفوز بالمباريات، بل في كل لحظة داخل الملعب. هذه هي هوية المنتخب المغربي، وسيراها الجميع. نريد أن يفخر المغاربة بمنتخبه، ولهذا نعمل كل يوم.