قبل أقل من ثلاثة أسابيع على انطلاق كأس إفريقيا للأمم 2025، تتواصل حدّة النقاش حول موعد تحرير اللاعبين الأفارقة، وهي قضية دفعت الدولي المغربي الأسبق المهدي بنعطية إلى اتخاذ موقف واضح وصريح. خلال استضافته في برنامج “After Foot” على إذاعة “RMC”، لم يُخفِ المدير الرياضي لأواملبك مارسيليا تمسّكه بأولوية مصالح ناديه، رغم خلفيته الدولية كلاعب مغربي خاض أربع نسخ من البطولة القارية.
مارسيليا يجد نفسه في ظرف رياضي ضاغط، إذ يخوض مواجهتين حاسمتين قبل نهاية السنة، أمام سانت جيلواز في دوري الأبطال يوم 9 دجنبر، ثم موناكو في الدوري الفرنسي يوم 14 من الشهر نفسه.
وتكمن الإشكالية في أن قواعد الكاف والفيفا تقضي بتحرير اللاعبين ابتداءً من 8 دجنبر، ما يعني احتمال فقدان عناصر أساسية مثل نايف أكرد وبيير إيميريك أوباميانغ.
ورغم ذلك، يصرّ النادي على الاحتفاظ بكامل عناصره إلى غاية مباراة موناكو، في موقف بات مشتركًا بين كثير من الأندية الأوروبية التي تعتبر نفسها متضررة من توقيت “الكان”.
في المقابل، ترى المنتخبات الإفريقية أنها ضحية تغيّر الترتيبات الدولية المرتبطة ببرمجة كأس العالم للأندية، خصوصًا وأنها حدّدت معسكراتها ومبارياتها الودية ودخلت في التزامات مالية منذ أشهر.
وبحسب المعطيات الأخيرة، فإن اجتماعًا بين رابطة الأندية الأوروبية والفيفا يوم 29 نونبر خلص إلى إمكانية تمديد فترة بقاء اللاعبين مع أنديتهم إلى 15 دجنبر، ما يعدّ ضربة قوية للمنتخبات التي كانت تعتمد على 8 أو 9 دجنبر لبداية التجمعات.
بنعطية عبّر عن أمله في إيجاد صيغة توافقية، موضحًا:«كل الأندية تعمل في الاتجاه نفسه للاحتفاظ بأكبر عدد من لاعبيها قبل الكان... أرجو أن يكون هناك منطق وأن نتمكن من الاحتفاظ بهم حتى 15 دجنبر... الأمر في النهاية مرتبط بالمصالح».
التصريح ألقى الضوء على إحساس متزايد بالإحباط لدى عدة منتخبات إفريقية، التي تعتبر أن البطولة القارية تُعامل كمجرد تفصيل في أجندة دولية مكتظة.
وفي مداخلة ثانية، تحدث بنعطية عن العلاقة المعقّدة بين النادي والمنتخبات، مشيرًا إلى أن المصلحة العليا يجب أن تكون اللاعب ذاته، وأضاف:«أنا فخور بأن يغادر لاعبونا للمشاركة في الكان، وأتمنى أن يعودوا بالكأس... لكن في المقابل علينا إدارة الوضع عندما يتعلق الأمر بمباريات أقل حساسية، وفي النهاية نحاول دائمًا مراعاة حالة اللاعب الصحية والبدنية».
كما كشف المدير الرياضي المغربي أنه أخذ منافسات “الكان” بعين الاعتبار خلال فترة الانتقالات الصيفية، مسترجعًا تجارب سابقة فقد خلالها الفريق أحد عشر لاعبًا دفعة واحدة، ما وضعه في وضع صعب خلال كأس فرنسا.
وأوضح أن التعاقدات الجديدة كانت مبنية جزئيًا على ضرورة مواجهة هذا السيناريو، ضمانًا لاستمرار جاهزية المجموعة حتى في حالة غياب عدد من العناصر الأساسية خلال فترة يناير.