ففي نسخة 1997، التي احتضنتها مدينة مكناس تحت قيادة المدرب رشيد الطاوسي، نجح "أشبال الأطلس" في الفوز بهدف دون رد، ليتوّجوا بلقبهم القاري الوحيد في هذه الفئة.
ويجدّد أبناء المدرب محمد وهبي الموعد مع التاريخ، يوم الأحد المقبل، بالقاهرة، إذ يسعون لإحياء "المجد القديم"، بينما يطمح "الأولاد" إلى قلب المعادلة وتسجيل أسمائهم أخيرًا في سجل الأبطال، تعويضًا لإخفاق الماضي.وصل المنتخبان إلى النهائي بسيناريوهات متقاربة، المغرب تجاوز منتخب مصر المضيف بهدف ليونس العبدلاوي (د77)، في مباراة صعبة طبعها الهدوء التكتيكي والتركيز العالي، أما جنوب إفريقيا، فصدمت نيجيريا المرشحة بقوة، بعد هدف رأسي من مايكل سميث في الدقيقة 66، أكد تصاعد نسق المنتخب الجنوب إفريقي من مباراة إلى أخرى.
وأظهر المنتخب المغربي صلابة دفاعية ملحوظة، إذ لم تهتز شباكه في الأدوار الإقصائية، بينما حافظ على انسجام واضح بين خطوطه الثلاثة، ويقود رضا العلاوي الوسط بتنظيم كبير، ويوجه حسام الصداق اللعب بذكاء، في حين يتولى إسماعيل عواد التوغلات الهجومية بفعالية.
في المقابل، كسب منتخب جنوب إفريقيا الثقة تدريجيا، بعد بداية متعثرة في دور المجموعات. وصار منتخبا أكثر تماسكًا، وأكثر قدرة على التعامل مع الضغط، مستحضرًا إنجاز كبار "بافانا بافانا" سنة 1996 حين تُوّج بأول لقب لكأس إفريقيا.
نهائي الأحد بالقاهرة ليس فقط صراعًا على الكأس، بل هو صراع على الذاكرة والهوية الكروية، المغرب يريد ربط الماضي بالحاضر، وجنوب إفريقيا تسعى لكتابة تاريخ جديد. وبين هذا وذاك، سيكون المشهد ختامًا مثاليًا لنسخة واعدة، وبداية لحقبة جديدة في كرة القدم الإفريقية الشابة.