واصلت المغربية هند زمامة، المتسلقة الطموحة وسيدة الأعمال والأم والجدة، كتابة فصل جديد من قصتها الملهمة، بعدما نجحت في الوصول إلى قمة جبل "إيفريست"، أعلى نقطة على سطح الأرض بارتفاع 8848 متراً، خلال شهر ماي الجاري، لترفع العلم المغربي وسط سحاب الهمالايا وتخطّ إنجازاً رياضياً لافتاً باسم المرأة المغربية.
انطلقت مغامرة زمامة في النيبال يوم 6 أبريل 2025، حيث خاضت مرحلة تدريبية قاسية شملت تسلق جبل "إيلاند بيك"، الذي يبلغ ارتفاعه 6189 متراً، ولقّبته بـ"جبل الموت" لصعوبته القصوى. واستغرقت الرحلة نحو القمة حوالي شهرين، بين التحدي الجسدي والإعداد النفسي، وسط ظروف طبيعية ومناخية قاسية.
ورغم مسؤولياتها كأم وجدة، وسيدة أعمال ناجحة، اختارت زمامة ألا تقف عند سقف الإنجازات المهنية، بل قررت أن تبرهن مرة أخرى على أن الطموح لا يُقيد بالعمر أو الظروف، وأن المرأة المغربية قادرة على التألق في مجالات كانت حتى الأمس القريب حِكراً على الرجال.
وقالت المتسلقة المغربية في تصريح مؤثر: "تمكنت من النجاح في خوض هذا التحدي الصعب، المليء بالمغامرة والتشويق، وأنا فخورة بأنني استطعت أن أرفع اسم بلدي والمرأة المغربية عالياً. هذا الإنجاز يزيدني عزيمة على المضي قدماً". وأضافت أن لحظة الوقوف على القمة، متوشحة بالعلم الوطني، طغت على كل المشاق: "كل التعب يزول حين تصل إلى القمة، ويغمرك شعور بالانتصار والفخر والامتنان".
هند زمامة ليست غريبة عن قمم الجبال. فقد سبق أن تسلّقت قمة توبقال (أعلى نقطة في شمال إفريقيا)، وقمة كليمنجارو في تنزانيا (5895 متراً)، ثم أكونكاغوا في الأرجنتين (6962 متراً)، إضافة إلى قمة إلبروز في روسيا. واليوم، تُتوّج هذه السلسلة من الإنجازات ببلوغ قمة "إيفريست".
وفي حديثها عن سر هذا النجاح، لم تنس زمامة الإشادة بالدعم الكبير الذي تلقته من أسرتها ومدربيها، مؤكدة أن "وراء كل إنجاز، يقف فريق من الداعمين والمشجعين، وفي مقدمتهم والداي، زوجي، أبنائي، إخوتي، وكل من ساندني في هذا الحلم".
قصة هند زمامة ليست فقط إنجازاً فردياً، بل هي رمز حي لقدرة المرأة المغربية على تحدي الصعاب واقتحام مجالات استثنائية. إنجازها الجديد يفتح آفاقاً جديدة أمام النساء، ويؤكد أن الطموح حين يقترن بالإصرار يمكن أن يصنع المعجزات.
