وادو يدعو إلى ترك الركراكي يعمل بهدوء

استغرب الدولي المغربي السابق عبد السلام وادو من حجم الانتقادات التي يتعرض لها الناخب الوطني وليد الركراكي، رغم أرقامه اللافتة، داعيًا إلى تركه يعمل في أجواء هادئة استعدادًا لكأس إفريقيا التي ستُقام في المغرب.

وادو يدعو إلى ترك الركراكي يعمل بهدوء
عبر الدولي المغربي عبد السلام وادو، عبّر عن استغرابه الشديد من حجم الحملة التي تطال الناخب الوطني وليد الركراكي، مؤكدا أن المغرب يبدو وكأنه البلد الوحيد الذي يطالب فيه البعض بإقالة مدرب لم يُهزم في 14 مباراة متتالية، محققًا 13 فوزًا وتعادلاً واحدًا.

وبالنظر إلى هذا السجل،

يرى وادو في الحوار مع "أفريك سيور"، أن الحديث عن تغيير المدرب في هذا التوقيت لا يستند لأي منطق كروي، مشيراً إلى أن المنافسة أصبحت أكثر توازناً وأن المنتخبات الإفريقية تطورت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، مضيفا أن من يتابع كرة القدم عن قرب سيدرك حجم العمل والتقدم الذي حققته منتخبات مثل جزر القمر والرأس الأخضر.

ودعا الركراكي في الحوار ذاته إلى ترك الركراكي يعمل في جو من الهدوء، بدلاً من خلق أجواء سلبية ستُثقل كاهل المنتخب في مرحلة مفصلية، خصوصاً أن كأس إفريقيا المقبلة تُقام على أرض المغرب، ما سيزيد من حجم الضغوط النفسية.

بعد فوز المغرب على تونس وبنين، يواصل "أسود الأطلس" سلسلة تاريخية من 12 انتصاراً متتالياً، وهي سابقة في تاريخ المنتخب. ومع ذلك، يتعرض وليد الركراكي للانتقادات، لا سيما فيما يتعلق بأداء الفريق. هل ترى أن هذه الانتقادات مبالغ فيها؟

- تمامًا. أعتقد أننا البلد الوحيد في العالم الذي يوجد فيه من يطالب بإقالة مدرب لم يُهزم منذ 14 مباراة (13 فوزاً وتعادل واحد)، وحقق 12 فوزاً متتالياً! يصعب عليّ تصديق ذلك. الأرقام واضحة وممتازة.

لكنك تعلم أن الانتقادات لا تتعلق بالأرقام، بل بطريقة لعب المنتخب...

لا يمكن الفوز دائمًا بنتائج 4-0 أو 5-0 أو 6-0! من يتابع كرة القدم الدولية، وخاصة الأفريقية، يعرف أن المستوى أصبح متقاربًا أكثر بكثير. المنتخبات تطورت وتعمل بجد، والكرة تتقدم في كل مكان. انظر إلى ما حققته جزر القمر والرأس الأخضر خلال السنوات العشر الأخيرة!

وبالمناسبة، لمن يقول إن المغرب لا يلعب كرة هجومية، أذكرهم فقط بأننا في 2024 حققنا انتصارات عريضة على جمهورية إفريقيا الوسطى (4-0، 5-0)، الغابون (4-1، 5-1)، الكونغو (6-0) وليسوتو (7-0). هل هذا سيء حقًا لفريق يُقال إنه لا يقدم أداء جيدًا؟ طبعًا، من حق الناس أن ينتقدوا، هذا جزء من اللعبة والنقاش. لكن أن يصل الأمر للمطالبة برحيله؟ سيكون ذلك سابقة عالمية أن يُقال مدرب لم يُهزم في 14 مباراة!

مثلما حدث في آخر مباراتين، خاصة ضد بنين؟

- نعم. ولكن هل هذا أمر خطير؟ هذه مباريات ودية ضد منتخبات جيدة ستشارك في كأس الأمم. نحن في يونيو، نهاية الموسم. اللاعبون مرهقون طبيعيًا، هناك غيابات وإصابات، والمنافس يكون متحمسا لأنه يواجه أحد أقوى منتخبات إفريقيا.

هل الأرجنتين، فرنسا، الكوت ديفوار، البرتغال أو السنغال دائمًا يلعبون بطريقة مبهرة؟ لا، ومع ذلك يحققون الألقاب. ما أتمناه هو أن يُترك وليد الركراكي يعمل في هدوء. نحن على بعد سبعة أشهر من كأس إفريقيا. هل ترون أن الوقت مناسب لنشر أجواء الشك والقلق؟ نحن بحاجة للهدوء، وليس العكس.

ربما، ولكن السؤال يُوجّه لمن ينتقدون المدرب...

- لقد شهدنا الأمر نفسه مع وحيد هاليلوزيتش، رغم أنه كان يحقق نتائج جيدة. الركراكي تسلّم المهمة قبل ثلاثة أشهر فقط من كأس العالم 2022 في قطر، وحقق المركز الرابع. نحن نسير بشكل جيد نحو التأهل للمونديال المقبل. صحيح أن مشاركتنا الأخيرة في كأس إفريقيا في الكوت ديفوار لم تكن ناجحة، والمدرب يعترف بذلك.

الانتقادات على وسائل التواصل وبعض الإعلام قاسية جدًا أحيانًا. الركراكي نفسه قال: إذا لم يحقق لقب الكان في المغرب، سيتحمّل مسؤوليته. لكن إلى ذلك الحين، دعوه يعمل مع لاعبيه. مهاجمة المدرب بهذا الشكل لن تؤدي إلا لخلق التوتر، وزيادة الضغط على المنتخب، الذي سيكون بالفعل تحت ضغط كبير في بطولة تُقام على أرضه. صراحة، لا أفهم هذا المنطق.

هل تتوقع تغييراً في الجهاز التقني قبل كأس إفريقيا؟

- في كرة القدم، لا شيء مستبعد. خليلوزيتش أقيل قبل ثلاثة أشهر فقط من كأس العالم تحت ضغط الشارع وبعض وسائل الإعلام. والآن، وأنا أتابع جيدًا ما يُقال على وسائل التواصل، يمكنني التأكيد أن هناك من المغاربة من يريد رحيل الركراكي! أتمنى لو أنه يلقى دعماً أكبر من اللاعبين السابقين والمسؤولين. إذا بدأنا الآن النقاش حول مصير المدرب ونطالبه بالرحيل، فإننا نضع أنفسنا في موقف صعب، وقد يؤثر ذلك سلباً على المنتخب.

هل لاحظت نوعاً من التوتر على وليد الركراكي في مؤتمراته الصحفية الأخيرة؟

- وليد يتقن التواصل، يتحدث جيدًا، ذكي، لديه روح الدعابة، يعرف كيف يتعامل مع الصحافة. لكن نعم، لاحظت بعض التوتر في لحظات معينة. عندما يقول إنه أفضل مدرب في تاريخ المغرب، الناس لا تسمع إلا هذه الجملة. رغم أنه أوضح أنه يقول ذلك بناءً على سلسلة الانتصارات، لكن لا يهم، البعض سيقول إنه مغرور أو شيء من هذا القبيل. المشكلة أن أي تصريح يتم اجتزاؤه ولا يُنقل كاملاً، فيفهم بشكل خاطئ. هو يعلم ذلك، وربما لم يكن عليه قولها.

هل تأمل أن تهدأ الأمور هذا الصيف؟ خاصة أن لقاءً بين الركراكي وفوزي لقجع، رئيس الجامعة، متوقع قريباً، وهناك مصادر تؤكد أن المدرب غير مهدد...

-يجب أن نعود إلى الهدوء. لدينا كل المقومات للعمل الجيد: فريق ممتاز، ظروف رائعة وفّرتها الجامعة، لاعبون من مستوى عالٍ، مدرب كفء، ملاعب حديثة، جمهور شغوف... فهل نحتاج لإحداث هذه الأجواء السلبية في الوقت الذي سنخوض فيه تصفيات كأس العالم، ثم كأس إفريقيا على أرضنا؟ صراحة، لا.