المهاجرة فاطمة وحفيدها يامال "يردّان" على اليمين المتطرف

في مشهد مؤثر عابر للرياضة والسياسة، اختار لامين يامال أن يتقدّم حفل تقديمه رسميًا كحامل للقميص رقم 10 في برشلونة، ممسكًا بيد جدّته المغربية فاطمة، التي أصر على حضورها، في رسالة قوية ضد حملات الكراهية والعنصرية الموجهة لأبناء المهاجرين في إسبانيا.

المهاجرة فاطمة وحفيدها يامال "يردّان" على اليمين المتطرف

لم يكن تسليم الرقم "10" إلى لامين يامال مجرّد لحظة رياضية أو إعلامية عابرة في برشلونة. ما حدث مساء الثلاثاء، حين خرج الشاب ذو الأصول المغربية إلى المنصة ممسكًا بيد جدّته فاطمة، كان بمثابة مشهد رمزي يختصر الكثير مما تعيشه إسبانيا من توتر سياسي وهوياتي حول قضايا الهجرة والانتماء.

لامين، المولود في إسبانيا لأب مغربي وأم من أصول غينيا الاستوائية، أصرّ على أن يتم حفل تقديمه بقميص "رقم 10" في يوم عيد ميلاده الثامن عشر، ورفض أن تتم المراسم دون حضور جدّته فاطمة، التي جاءت خصيصًا لتكون بجانبه في هذه اللحظة الفارقة، وهي مرة اخرى من مرات سابقة كان فيها النجم الشاب حريصا جدا على حضورها وتكريمها باعتبارها اما ثانية له.

في الوقت الذي يشتد فيه الخطاب المعادي للمهاجرين، خاصة من طرف اليمين المتطرف الإسباني، جاءت هذه الصورة لتعيد رسم المعادلة من جديد: النجم الجديد لبرشلونة هو ابن مهاجرين، يحتفي بجذوره، ويجعل من عائلته جزءًا من رمزيته داخل النادي وداخل المنتخب الاسباني.

تأثر يامال كان واضحًا، واعتزازه بجدّته لم يكن مجرد مجاملة عائلية، بل فعل عاطفي بخلفية ثقافية مغربية صرفة، ظهرت للعالم في مونديال قطر2022، من خلال احتفاء لاعبي المنتخب المغربي بامهاتهم كظاهرة ميزت كأس العالم وتناولها الاعلام الدولي بكثير من التحليل والقراء والنقد أحيانا، فثقافة الشاب المغربي تعلمه أن النجاح لا يقطع الجذور، وإن النجم الذي تصفق له الجماهير الاسبانية اليوم لا ينسى من كان سببًا في تربيته وتكوينه ودعمه داخل الاسرة.

وسط تصفيق الحاضرين، واهتمام الإعلام، تحوّلت لحظة التقديم إلى رسالة إنسانية أقوى من كل شعارات الكراهية: صورة لامين وهو ممسك بيد جدّته فاطمة كانت لحظة رمزية حقيقية في وجه موجة عنصرية تُحاول نزع الانتماء عن أبناء المهاجرين.