شكّل استبعاد نيكولا بيبي من لائحة كوت ديفوار المشاركة في كأس إفريقيا للأمم 2025 إحدى أكبر مفاجآت القائمة التي أعلنها المدرب إيمرس فايي، بالنظر إلى حضور اللاعب القوي هذا الموسم رفقة فياريال في الدوري الإسباني واستمراره في التشكيلة الأساسية، إضافة إلى مشاركته في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم. ورغم أن فايي لم يربط قراره بأي معطيات خارج الإطار الرياضي، إلا أن غياب بيبي جاء في ظرفية استثنائية ارتبطت بجدل واسع حول تصريحاته الأخيرة.
فقد وجد النجم الإيفواري نفسه خلال الأيام الماضية في قلب موجة انتقادات جارفة، بعدما انتشر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يسخر من سجل المنتخب المغربي القاري قبل انطلاق كأس إفريقيا 2025. وقال في المقطع إن “المغرب لا يملك أي نجمة قارية”، وهي عبارة أشعلت ردود فعل قوية على منصات التواصل، خصوصًا وأنها جاءت في سياق حساس تتجه فيه الأنظار إلى بطولة تستضيفها المملكة.
الجدل سرعان ما تجاوز طابع الغضب الرياضي، وطالبت فئات واسعة من المتابعين بتوضيح رسمي يضع حدًا للتأويلات. وبعد ساعات من انتشار المقطع، نشر نيكولا بيبي رسالة عبر حسابه الشخصي، قدم فيها اعتذارًا مباشرًا للجماهير المغربية، موضحًا أن ما قيل كان جزءًا من “مزاح داخلي بين اللاعبين” دون نية للإساءة. وأكد أنه لطالما عبّر عن احترامه للمنتخب المغربي، مذكرًا بأنه أشاد بمستواه في النسخة الحالية قبل التصريحات المثيرة.
وأشار اللاعب إلى أن سوء الفهم كان سبب اندلاع الأزمة، وشدد على أسفه لما خلفه المقطع من تأويلات، مؤكدًا تقديره التام للجمهور المغربي. هذه القضية أعادت فتح النقاش في الأوساط الرياضية الإفريقية حول خطورة التعصب وتنامي خطاب الكراهية، في زمن يكفي فيه مقطع قصير لإشعال جدل واسع، خصوصًا مع اقتراب موعد البطولة القارية.
وبين الجاهزية الفنية لبيبي في ناديه، وسياق الجدل الذي وُضع فيه خلال الأيام الماضية، يظل قرار إيمرس فايي قرارًا تقنيًا خالصًا وفق اللائحة الرسمية، لكنه يأتي في توقيت يضاعف من حجم الأسئلة المطروحة حول مستقبل اللاعب الدولي بعد الكان.