لم ينجح برشلونة في الصمود أمام النسق القوي لتشيلسي، بعدما وجد نفسه متجاوزًا من حيث الإيقاع والفعالية سواء خلال اللعب المتكافئ أو بعد النقص العددي إثر طرد رونالد أراوخو في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول. الهزيمة الثانية للفريق الكتالوني في دوري الأبطال تضعه أمام ضرورة الفوز في المباريات الثلاث المقبلة أمام كل من آينتراخت فرانكفورت وسلافيا براغ وكوبنهاغن لضمان دخول قائمة الثمانية الأوائل وتفادي مباراة العبور نحو دور الثمن.
المباراة حملت بصمة بارزة من الإسباني مارك كوكوريّا، الذي قدّم أداءً دفاعيًا وهجوميًا متكاملًا، إذ شلّ خطورة لامين يامال، وصنع الهدف الأول، كما كان وراء اللقطة التي تسببت في طرد أراوخو. وفي المقابل، خطف البرازيلي الشاب إستيفاو الأضواء بهدف رائع أكّد مكانته كمشروع نجم كبير في صفوف الفريق اللندني.
دخل الفريقان المواجهة برصيد سبع نقاط لكل منهما، خارج المراكز الثمانية الأولى، ما منح اللقاء طابعًا حاسمًا. هانسي فليك اعتمد على نفس التشكيلة التي فازت على أتلتيك بلباو، باستثناء إشراك أراوخو بدل جيرارد مارتين في الدفاع، وعودة فرينكي دي يونغ إلى الوسط، فيما احتفظ رشـفورد ورافينيا بمقعد البدلاء.
البداية كانت مفتوحة كما كان متوقعًا، وضغط الفريقان عاليًا بحثًا عن الهدف الأول. تشيلسي نجح في التسجيل مبكرًا عبر إنزو فرنانديز، لكن الهدف أُلغي بسبب لمسة يد على فوفانا. بعدها مباشرة أهدر فيران توريس فرصة محققة قد يصعب عليه نسيانها، بعدما أخفق في تحويل تمريرة مثالية من لامين يامال إثر خطأ في التمرير من ريس جيمس.
برشلونة حاول بعد ذلك فرض إيقاعه عبر الاستحواذ دون خطورة حقيقية، قبل أن يعود تشيلسي للواجهة. إنزو سجّل من جديد لكن الهدف أُلغي بسبب تسلل على تشالوبا، وهي اللحظة التي أشعلت مدرجات "ستامفورد بريدج" ودفعت الفريق المحلي لرفع النسق. توالت الهجمات عبر نيتو وإنزو، ومنها جاء الهدف الأول بعد ركنية وصلت إلى كوكوريّا الذي مرر عرضية قابلها نيتو بكعب القدم، لتصطدم بكنديه وتتحول إلى مرمى برشلونة.
قبل نهاية الشوط الأول، تلقى برشلونة ضربة قاسية بطرد أراوخو بعد تدخل غير ضروري على كوكوريّا، في لقطة اختتمت شوطًا مثاليًا للظهير الإسباني.
فليك حاول إنعاش الفريق بإشراك راشفورد مكان فيران، غير أن تشيلسي واصل خطورته، وسُجل هدف ثالث للفريق اللندني في بداية الشوط الثاني عبر أندري سانتوس لكنه أُلغي بسبب تسلل غارناتشو. غير أن الاستثناء لم يدم طويلًا، فبعد خسارة دي يونغ للكرة وصلت إلى إستيفاو الذي تلاعب بكوبارسي وبالدي وسدد كرة قوية في شباك جوان غارسيا، مؤكدًا تفوق تشيلسي.
حاول فليك الحد من الأضرار بإقحام رافينيا وكريستنسن، لكن الفريق الإنجليزي لم يتراجع. نيتو كان قريبًا من إضافة الثالث، قبل أن يؤكده ديلاب بتسديدة داخل منطقة الجزاء كشفت هشاشة دفاع برشلونة. رافينيا كاد يقلص الفارق في محاولة فردية، غير أن الحارس روبرت سانشيز تصدى لها ببراعة.
انتهت المواجهة بانتصار واضح 3-1 لصالح تشيلسي، في نتيجة تزيد من إبراز التفوق الكبير لأندية البريمرليغ على نظيراتها في الليغا خلال هذه النسخة من دوري الأبطال، حيث بلغ الفارق الإجمالي 8-1.