خبير اقتصادي: كأس إفريقيا 2025 رافعة اقتصادية وفرصة لإرث تنموي طويل الأمد

أكد الخبير الاقتصادي محمد جدري أن كأس أمم إفريقيا 2025 تشكل فرصة فريدة لتعزيز جاذبية المغرب اقتصاديًا وسياحيًا، مشددًا على ضرورة تحويل الاستثمارات المرتبطة بالبطولة إلى إرث مستدام يتجاوز الحدث.

خبير اقتصادي: كأس إفريقيا 2025 رافعة اقتصادية وفرصة لإرث تنموي طويل الأمد

أوضح الخبير الاقتصادي محمد جدري أن كأس أمم إفريقيا تعمل عبر قنوات مباشرة تشمل نفقات الزوار من إيواء ومطاعم ونقل وتذاكر، إضافة إلى عائدات حقوق البث والرعاية والطلبيات العمومية والخاصة المرتبطة بتحضير مواقع البطولة. وأبرز أن هذه التدفقات تُحدث أثرًا ملموسًا على الاستهلاك والقيمة المضافة للقطاعات المرتبطة بالحدث.

وأضاف أن القنوات غير المباشرة والاستباقية، مثل تحديث البنيات التحتية للمطارات والسكك الحديدية، وتوسيع الطاقة الاستيعابية الفندقية، قادرة على تعزيز جاذبية المغرب بعد انتهاء البطولة، شريطة تدبيرها وفق رؤية استغلال مدروسة.

وسلّط جدري الضوء على أهمية الصورة التي سيقدمها المغرب خلال التنظيم، معتبرًا أن نجاح البطولة يعزّز “العلامة المغربية” ويساعد على استقطاب مؤتمرات وتظاهرات واستثمارات جديدة، رغم أن هذا الأثر يصعب قياسه آنياً.

وأشار إلى أن البطولة تولّد فرص شغل مؤقتة في قطاعات البناء والأمن والنقل والاستقبال والمطعمة، مؤكداً أن استدامة هذه الوظائف مرهونة بمدى قدرة البنيات الجديدة على الاندماج في استراتيجية لاحقة تشمل السياحة الرياضية والتكوين وتنظيم التظاهرات.

وأكد جدري أن سياسات التكوين المهني ترفع قابلية التشغيل وتساعد على تحويل الوظائف المؤقتة إلى فرص دائمة، لكنه شدد على ضرورة الحذر لأن تجارب دولية عديدة تُظهر أن المكاسب الهيكلية لا تتحقق إلا حين تواكب الحدث إجراءات مكمّلة.

ودعا إلى تخطيط مندمج “قبل/أثناء/بعد البطولة” يحدد استعمال البنيات بعد نهاية المنافسة، إلى جانب تعزيز الرأسمال البشري من خلال برامج تكوين في الفندقة وتنظيم التظاهرات واللغات والاستقبال وتدبير المنشآت الرياضية.

كما أوصى باستثمار البطولة في تقليص التفاوتات المجالية عبر تحسين النقل والإيواء في المدن الثانوية، وتنشيط سلاسل القيمة المحلية، مع تقوية التواصل الدولي من خلال عروض سياحية وثقافية موازية.

وختم جدري بأن كأس إفريقيا 2025 يمكن أن تكون جسرًا مباشرًا نحو ترسيخ مكانة المغرب كقطب رياضي وسياحي استعدادًا لاستحقاقات كبرى، شريطة تحويل الاستثمار إلى إرث دائم، وضمان حكامة فعالة واستراتيجية تسويق مستمرة.