تتقدم مدينة طنجة بثقة تحت أضواء كأس إفريقيا للأمم 2025، بصفتها مدينة مستضيفة للبطولة القارية، حيث بدأت تعيش على إيقاع حمى كرة القدم، ساعات قليلة قبل احتضانها أولى مبارياتها في هذه التظاهرة الإفريقية الكبرى.
وذكر الموقع الرسمي للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) أن طنجة، بعد الافتتاح الرسمي الذي احتضنته الرباط، دخلت بدورها أجواء العرس القاري، في مشهد يختلط فيه الترقب بالحماس، وتتنوع فيه الألوان، في تعبير واضح عن الفخر الإفريقي والارتباط الشعبي بكرة القدم.
من المدينة العتيقة إلى الواجهة البحرية الحديثة، بدت ملامح البطولة حاضرة بقوة، مع توافد المشجعين، والصحافيين، والزوار من مختلف أنحاء القارة وخارجها، ما منح المدينة طابع محطة كروية كبرى خلال هذه النسخة الخامسة والثلاثين من كأس إفريقيا للأمم.
وسجل التقرير الحضور اللافت للجماهير السنغالية في وسط المدينة، حيث غزت الألوان الأخضر والأصفر والأحمر المقاهي والساحات والفنادق، في أجواء احتفالية امتزجت فيها الأهازيج بالتوقعات والنقاشات الكروية، وسط تفاعل كبير مع خصوصية مدينة طنجة.
وعلى امتداد الشوارع الرئيسية وبالقرب من المواقع الرمزية، ترفرف الأعلام الوطنية، فيما تزين اللافتات الرسمية للكان مختلف الأحياء، في تأكيد على الدور المحوري الذي تضطلع به طنجة في هذه الدورة. كما هيمنت القمصان الحمراء لأسود الأطلس على المشهد، في دلالة على الارتباط التاريخي للمدينة بكرة القدم.
وفي قلب هذا الزخم، يبرز الملعب الكبير لطنجة كواحد من أبرز معالم البطولة، وهو الصرح الرياضي الذي يتسع لـ68 ألف متفرج، ويضم مرافق إعلامية وضيافة بمعايير دولية. وأشار موقع “كاف” إلى أن الملعب، الذي دُشن سنة 2011، راكم تجربة تنظيمية كبيرة باحتضانه منافسات عالمية وقارية، من بينها كأس العالم للأندية، وكأس السوبر الإسباني، ومباريات وازنة للمنتخب المغربي.
ويتميز الملعب بموقعه الاستراتيجي قرب مطار ابن بطوطة الدولي وشبكة الطرق الرئيسية، ما يسهل تنقل المنتخبات والمسؤولين والجماهير. وخلال الأيام الأخيرة، جرى استكمال جميع الترتيبات التقنية والتنظيمية، من أرضية الميدان إلى الجوانب الأمنية والإعلامية، استعدادًا لاحتضان مباريات بمستوى عالٍ.
ومن المنتظر أن تلعب طنجة دورًا محوريًا في كان 2025، إذ ستحتضن ثلاث مباريات عن المجموعة الرابعة، بداية بمواجهة السنغال وبوتسوانا، ثم لقاءات أخرى تضم الكونغو الديمقراطية وبنين. كما ستحتضن المدينة مباراة من دور ثمن النهائي، وأخرى من ربع النهائي، إضافة إلى إحدى مباراتي نصف النهائي، ما يجعلها واحدة من أكثر المدن حضورًا في الأدوار الحاسمة.
وخارج المستطيل الأخضر، سلط تقرير “كاف” الضوء على سحر المدينة، باعتبارها نقطة التقاء إفريقيا بأوروبا، ومجالًا لتنوع ثقافي وتاريخي غني. الزوار يتجولون بين أزقة المدينة العتيقة، وساحتي السوق الكبير والصغير، وعلى طول كورنيش المدينة حيث يلتقي البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي.
وبفضل ربطها بالقطار فائق السرعة “البراق”، ومينائها النشيط المرتبط بإسبانيا، ومطارها الدولي، تفرض طنجة نفسها كبوابة طبيعية للجماهير القادمة من الخارج، وسط انتعاش سياحي واقتصادي واضح، مع امتلاء الفنادق والمطاعم.
وخلص الموقع الرسمي للكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم إلى أن طنجة ليست مجرد مدينة مستضيفة، بل فضاء نابض بشغف كرة القدم، وجزء من الصورة الكبرى التي يسعى المغرب إلى تقديمها خلال كأس إفريقيا للأمم 2025، كبلد منظم، وشعب عاشق للعبة، وقارة موحدة حول المستديرة.