في خطوة تاريخية.. ريال مدريد يدرس بيع حصص من النادي لمستثمرين خارجيين

هل يتخلى ريال مدريد عن أحد أبرز مبادئه التاريخية؟ في خطوة قد تُعيد رسم خريطة كرة القدم الأوروبية، يدرس فلورنتينو بيريز فتح باب النادي أمام مستثمرين خارجيين لأول مرة منذ تأسيسه قبل أكثر من قرن.

في خطوة تاريخية.. ريال مدريد يدرس بيع حصص من النادي لمستثمرين خارجيين
يدرس نادي ريال مدريد، برئاسة فلورنتينو بيريز، خطة لإنهاء نموذج الملكية القائم حصريًا على الأعضاء ("السوسيوس")، وفتح الباب أمام بيع حصص لمستثمرين خارجيين.

ووفقًا لتقارير إعلامية متعددة، فإن هذه الخطوة غير المسبوقة تأتي في إطار سعي بيريز إلى تعزيز القوة المالية للنادي، وتمكينه من منافسة الأندية المملوكة لدول أو صناديق استثمارية ضخمة، مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان.

لطالما كان ريال مدريد، إلى جانب غريمه برشلونة وأندية أخرى مثل أتلتيك بيلباو وأوساسونا، يعمل ككيان غير ربحي مملوك بالكامل لأعضائه الذين يدفعون رسومًا سنوية. هذا النموذج، الذي حمى النادي من الاستحواذ الخارجي لعقود، يواجه اليوم تحديات متزايدة في عالم كرة القدم الذي تهيمن عليه القوة المالية الهائلة.

ويرى بيريز أن هذا التغيير ضروري لحماية النادي من "الهجمات" المالية والقانونية، وضمان استقلاليته وقدرته على المنافسة على أعلى المستويات.ويأتي هذا التفكير في سياق الخلافات السابقة بين ريال مدريد ورابطة "لا ليغا" حول الصفقات التجارية، مثل اتفاقية CVC، بالإضافة إلى مشروع "السوبر ليغ" الذي كان بيريز أحد أبرز مهندسيه.

ومن المقرر أن يقدم فلورنتينو بيريز تفاصيل الخطة الكاملة خلال اجتماع الجمعية العمومية المقبل للنادي، المتوقع عقده الشهر المقبل. ورغم أن التفاصيل الدقيقة لم تُكشف بعد، فإن التقارير تشير إلى سيناريوهين محتملين أولهما تحويل الأعضاء إلى مساهمين، من خلال تحويل العضويات الحالية إلى أسهم، مما يجعل الأعضاء "المالكين الحقيقيين" للنادي. هذه الأسهم قد تكون مقيدة بحيث لا يمكن بيعها في السوق المفتوحة، بل يتم توريثها عائليًا لضمان بقاء السيطرة في أيدي الأنصار الموثوقين.

أما الاحتمال الثاني فيقضي بطرح أسهم في السوق، وهو السيناريو الأكثر جرأة يتضمن تحويل النادي إلى شركة مساهمة وطرح ما يصل إلى 49.9% من أسهمه للبيع في السوق، مع احتفاظ الأعضاء بالأغلبية المسيطرة (50.1%). هذا الخيار سيوفر سيولة مالية ضخمة للنادي، الذي تُقدّر قيمته بأكثر من 10 ملايير يورو، لكنه قد يُثير جدلًا واسعًا بين الجماهير التقليدية.

يُعد ريال مدريد حلمًا استثماريًا نظرًا لإيراداته السنوية التي تتجاوز المليار يورو، وقاعدته الجماهيرية الأكبر في العالم. ومع ذلك، فإن أي تغيير في هيكل الملكية سيتطلب موافقة أعضاء النادي عبر تصويت رسمي في الجمعية العمومية، وهو ما يسعى بيريز لضمانه عبر التأكيد على أن هذه الخطوة تهدف لحماية مستقبل النادي وتراثه قبل كل شيء.