مع انطلاق منافسات البطولة الاحترافية الأولى هذا الأسبوع، يعود الحديث مجددا عن واحد من أكثر المواضيع حساسية وإثارة للجدل، منع تنقل الجماهير بين المدن.
يبدأ موسم جديد، لكن نفس الهاجس يتكرر، والجماهير ما زالت تعامل كأنها خطر متحرك، لا كمكون أساسي في اللعبة.
جماهير الكوكب المراكشي، مثلا، تعيش حالة ترقب وتوجس حقيقي، فقط لأنها ترغب في التنقل إلى الدار البيضاء لتشجيع فريقها في أولى مبارياته بعد سنوات من المعاناة في الأقسام السفلى. أليس من حقها أن تكون حاضرة؟ أليس من حقها أن تفرح بعودة ناديها التاريخي إلى مكانه الطبيعي بين الكبار؟.من غير المقبول أن يفتح موسم كروي جديد بهذه الطريقة الرمادية، حيث لا توضيح رسمي، ولا قرارات واضحة، فقط صمت يغذي الشائعات ويزيد من احتقان الجماهير.
التخوف الذي تعبر عنه جماهير الكوكب على مواقع التواصل ليس من فراغ، بل مبني على تجارب سابقة عاشتها جماهير أخرى، حيث كان المنع هو القاعدة، والسماح استثناء مشروطا.
هذا المنطق لا يخدم الكرة الوطنية في شيء، بل يعمق الهوة بين الجمهور والمؤسسات، ويفرغ اللعبة من أحد أجمل عناصرها.. الشغف الجماهيري الحقيقي.
نعم، هناك ندية بين جماهير الوداد والكوكب، وهذا طبيعي. كرة القدم بلا صراع رياضي لا طعم لها، لكن متى كان هذا مبررا للمنع؟ هل أصبحنا نعيش في خوف دائم من الجمهور؟.
إذا كانت السلطات تتحدث عن "دواعٍ أمنية"، فالرد البديهي هو الأمن لا يؤمن بالمنع، بل بالتنظيم. وإذا كنا غير قادرين على تنظيم مباراة في بداية الموسم، فماذا ننتظر من بقية الجولات؟ وماذا نقول عن استحقاقات أكبر في المستقبل القريب؟.
العدد المتداول، 5000 مشجع، ليس كافيا ولا يعكس الحجم الحقيقي لعشاق الكوكب الراغبين في التنقل، لكن حتى لو تم السماح بهذا الرقم، فالمطلوب من الجماهير أن تكون في الموعد، لا لتثبت ولاءها للنادي فقط، بل لتسكت كل الأصوات التي ما زالت تتعامل مع الجمهور بعقلية قديمة، ترى فيه عنصر تهديد لا عنصر قوة، وأن تتحلى بالانضباط، وتظهر الوعي والمسؤولية، حتى تفرض احترامها بنفسها.
ما نحتاجه، الآن، هو قرار واضح وشجاع من الجهات المعنية، يعيد الأمور إلى نصابها ويضع حدا لهذا العبث المستمر بحق الجماهير.
كرة القدم لا تلعب فقط داخل المستطيل الأخضر، بل تصنع في المدرجات أيضا.
المنع ليس حلا.
المنع هو اعتراف صريح بالفشل.
هل يسمح بتنقل الجماهير بين المدن أم يتحول إلى امتياز نادر؟
مع انطلاق البطولة الاحترافية الأولى، يعود الجدل حول منع تنقل الجماهير بين المدن. جماهير الكوكب المراكشي تتخوف من تكرار سيناريو الموسم الماضي، فهل يصبح التنقل بين المدن امتيازا نادرا بدل أن يكون حقا مشروعا؟
