في ملاعب أكاديمية فالنسيا العريقة، حيث تُصقل المواهب وتُصنع النجوم، يبرز اسم شاب مغربي بدأ يتردد بقوة في أوساط كرة القدم الأوروبية والمغربية على حد سواء: إسماعيل العود. هذا اللاعب، الذي لم يتجاوز ربيعه السادس عشر، لم يعد مجرد موهبة واعدة، بل أصبح ظاهرة كروية تلفت الأنظار بفضل نضجه التكتيكي ومهاراته الاستثنائية التي تفوق عمره بسنوات.
مشروع نجم في قلعة “الخفافيش”
بحسب تقارير إعلامية متخصصة، من بينها موقع "MondoPrimavera" الإيطالي، يُنظر إلى العود، المزداد سنة 2009، على أنه أحد أهم المشاريع المستقبلية لنادي فالنسيا. فقد أظهر اللاعب الشاب قدرة فريدة على التأثير في مجريات اللعب، جامعًا بين وعي تكتيكي عالٍ وجودة فنية رفيعة، وهو ما جعله عنصرًا محوريًا في فرق الفئات السنية بالنادي الإسباني. ويعتقد المسؤولون في فالنسيا أن العود يمتلك كل المقومات التي تؤهله للسير على خطى الكبار والوصول إلى الفريق الأول، إذا ما استمر في تطوره اللافت.هوية مزدوجة واختيار القلب
رغم ولادته ونشأته في إسبانيا، اتخذ العود قرارًا حاسمًا بتمثيل وطنه الأم المغرب. هذا الاختيار لم يكن مجرد قرار إداري، بل إعلان انتماء صادق، سرعان ما تُرجم إلى اندماج سريع وتألق لافت مع المنتخب المغربي لأقل من 17 عامًا. وقد أثبت العود قدرته على التأقلم مع فلسفة لعب مختلفة، ليصبح قطعة أساسية في تشكيلة “أشبال الأطلس”.
المايسترو الصغير في رحلة المونديال
لم يكن تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم تحت 17 عامًا في قطر مجرد صدفة، بل كان نتاج عمل جماعي برزت فيه أسماء وازنة، من بينها إسماعيل العود. فقد كان دوره حاسمًا في التصفيات، خصوصًا في المباراة المفصلية ضد مالي، حيث قدم أداءً مذهلًا يعكس نضجه الكبير وفعاليته الهجومية. لم يكن العود مجرد لاعب مكمّل، بل العقل المدبر الذي اعتمد عليه الجهاز الفني في صناعة اللعب وخلق الفرص وتقديم حلول هجومية مبتكرة.
سمات فنية تجعله لاعبًا استثنائيًا
يمتاز إسماعيل العود بمزيج نادر من الخصائص الفنية والبدنية التي تجعله لاعبًا متكاملاً رغم صغر سنه: سرعة فائقة من خلال قدرته على الانطلاق من الأطراف تجعل منه كابوسًا للمدافعين.
مهارة فردية بامتلاكه جودة عالية في المراوغة تمكّنه من حسم المواجهات الفردية.
رؤية ثاقبة وهو حيث يتمتع بذكاء كبير في قراءة اللعب وصناعة التمريرات الحاسمة.
مرونة تكتيكية، بقدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية بالكفاءة نفسها.
وشخصية قوية، تتجيد في حضوره الذهني وثقته بنفسه يعكسان شخصية لاعب كبير في طور التكوين.
كأس العالم: منصة نحو العالمية
تُعد بطولة كأس العالم للناشئين بقطر فرصة ذهبية للعود لإثبات موهبته على الساحة الدولية. فهذه البطولة، التي يخوضها لأول مرة، ستكون تحت أعين كشافي كبرى الأندية الأوروبية الباحثين عن الجواهر القادمة. ومع دخول المنتخب المغربي البطولة بطموحات كبيرة، يمنح وجود لاعب بجودة وثبات إسماعيل العود الفريق دفعة هجومية مهمة، مما يعزز آماله في تحقيق إنجاز تاريخي.
يمثل إسماعيل العود قصة نجاح ملهمة تعكس التطور الكبير في منظومات التكوين بنادي فالنسيا والمنتخب المغربي. ومع كل لمسة ساحرة وانطلاقة سريعة، يثبت هذا الشاب أنه ليس مجرد موهبة عابرة، بل مشروع نجم كبير قادم بقوة لرسم ملامح مستقبل كرة القدم المغربية والإسبانية.
العود: جوهرة مغربية تتلألأ في سماء فالنسيا وتخطف الأضواء في مونديال الفتيان
بين ملاعب فالنسيا وأضواء المونديال، يسطع اسم إسماعيل العود كواحدة من أبرز المواهب المغربية الصاعدة. لاعب لم يبلغ السادسة عشرة بعد، لكنه يقدم ما يقدمه لاعبون يفوقونه خبرة وسنًا، بمهاراته الرفيعة وبصمته الحاسمة في رحلة المنتخب المغربي نحو العالمية.