ورغم اختلاف ظروف المباراتين، استخلص الشليح ملاحظات جوهرية حول الأداء الفردي والجماعي، موجّهًا رسائل واضحة للناخب الوطني وليد الركراكي قبل الاستحقاق القاري المقبل.
مباراتان بأهداف وسياقات مختلفةأوضح الشليح في تصريح لموقع "لومتان سبورت" أن المقارنة بين المباراتين يجب أن تراعي اختلاف الأهداف والسياق؛ فمباراة النيجر كانت حاسمة لتأكيد التأهل، بينما شكّلت مواجهة زامبيا فرصة لاختبار لاعبين جدد ومنح الفرصة للبدلاء. وقد عرفت المباراة الثانية تغييرات جذرية في التشكيلة الأساسية، مع غياب ركائز مهمة مثل حكيمي، وأكرد، وأوناحي، ودياز، وصيباري، والكعبي، مقابل إشراك لاعبين مثل الشيبي، وياميق، والخنوس، وإيغمان، وماسينا.
وأشار المدرب السابق للمنتخبات الوطنية السنية إلى أن ظروف مباراة زامبيا لعبت دورًا مؤثرًا، حيث أقيمت خارج الديار وسط صعوبات السفر، والطقس المختلف، وأرضية الملعب غير الصالحة، فضلًا عن ضغط الجماهير المحلية.
تقييم متفاوت لأداء اللاعبين
اعتبر الشليح أن أداء اللاعبين جاء متفاوتًا بين الجيد والمتراجع. فقد أشاد ببونو، وأمرابط، وأكرد، والعينّاوي، مع تألق لافت للصيباري وإيغمان. وفي المقابل، سجل تراجعًا مقلقًا في مستوى إبراهيم دياز ويوسف النصيري، بينما ظهر بعض اللاعبين بوجه باهت، عانوا فيه من ضعف في التمركز وغياب الفعالية وارتكاب أخطاء متكررة.
دعوة لتغيير النهج التكتيكي
انتقد الشليح اعتماد الركراكي على خطة 4-1-4-1، واصفًا إياها بـ"العقيمة والمعقدة"، لأنها تقيّد اللاعبين عند فقدان الكرة وتحد من صعود الأظهرة وتخلق ازدحامًا في الأروقة.
واقترح العودة إلى خطة 4-2-3-1، معتبرًا أنها الأنسب لقدرات المنتخب الحالية، حيث تمنح توازنًا أفضل بين الدفاع والهجوم، وتصحح مشاكل التمركز في الكرات الثابتة.
اللاعبون أدوات.. والمضمون هو الأهم
شدد الشليح على أن اختيارات اللاعبين يجب أن تكون وظيفية تخدم أسلوب اللعب، لا مجرد حلول فردية. واستشهد بمثال أوناحي في مونديال 2022 وبوصوفة في 2018، حيث تألقا رغم قلة مشاركاتهما مع أنديتهما، ليؤكد أن الروح القتالية قد تتفوق أحيانًا على الجاهزية البدنية.
زياش.. عودة حتمية
أكد الشليح قناعة الجمهور المغربي بضرورة عودة حكيم زياش، معتبرًا أنه اللاعب الوحيد القادر على إعادة البريق للهجوم. وربط تراجع مستوى دياز بغياب زياش نظرًا للتفاهم الكبير بينهما، كما أوضح أن قلة العرضيات الدقيقة أثرت سلبًا على النصيري في الكرات الرأسية، وهي إحدى نقاط قوة زياش.
ثقة في الركراكي مع دعوة للتصحيح
اختتم الشليح تحليله بتجديد الثقة في وليد الركراكي كإطار وطني كفء، مؤكدًا أن الملاحظات النقدية هدفها تصحيح المسار قبل انطلاق كأس أمم إفريقيا بالمغرب، حيث الطموح أكبر من مجرد المشاركة، بل التتويج بالكأس القارية.
