محاكمة المتهم بدهس الطفل أيمن بعد مباراة فرنسا والمغرب

المتهم بدهس الطفل أيمن، 13 سنة، خلال احتفالات فوز فرنسا على المغرب في مونبلييه، يمثل أمام المحكمة الجنائية بهيرولت، ويواجه عقوبة تصل إلى 15 سنة سجنًا.

محاكمة المتهم بدهس الطفل أيمن بعد مباراة فرنسا والمغرب
يَمثُل ويليام. س، البالغ من العمر 23 عامًا، اليوم الثلاثاء وغدًا الأربعاء (22 و23 أكتوبر 2025) أمام المحكمة الجنائية في هيرولت، بعد أن وُجهت إليه تهمة دهس وقتل الطفل المغربي الأصل أيمن، البالغ من العمر 13 سنة، في مدينة مونبلييه، عقب مباراة نصف نهائي كأس العالم بين فرنسا والمغرب في ديسمبر 2022.

مأساة ليلة الاحتفال

كانت أجواء الفرح عارمة في شوارع فرنسا بعد فوز المنتخب الفرنسي على نظيره المغربي، لكن الاحتفالات تحولت إلى مأساة في حي لاباياد الشعبي بشمال مونبلييه.

خلال تلك الليلة، خرج عدد من الشباب المغاربة للاحتفال وهم يحملون الأعلام، قبل أن تصطدم بهم سيارة بيضاء عند تقاطع شارعي بولونيا وبرشلونة، ما أدى إلى وفاة أيمن متأثرًا بجروحه الخطيرة.

من الاحتكاك إلى المأساة

وبحسب التحقيقات، فإن السائق كان قد تشاجر قبل الحادث مع مجموعة من الشبان الذين نزعوا العلم الفرنسي من سيارته. ويُعتقد أنه انطلق بسرعة متهورة محاولًا الهرب، قبل أن يفقد السيطرة على المركبة ويصدم المارة ثم يفرّ من المكان.

بعد فترة قصيرة، تم العثور على السيارة مهجورة بالقرب من ملعب "لا موسون"، ليُعرّف لاحقًا السائق وهو شاب من أصول غجرية من جهة والدته ومغربية من جهة والده.

فرار إلى إسبانيا

اختفى المتهم لأيام بعد الحادث ولجأ إلى إسبانيا خوفًا من أعمال انتقامية، خاصة بعد تداول تهديدات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتم توقيفه لاحقًا في 27 ديسمبر 2022 قرب بيربينيان.

وخلال التحقيق، اعترف المتهم بأنه كان وراء مقود السيارة، لكنه أكد أنه لم يكن ينوي صدم أي شخص قائلاً: "كنت أحاول فقط مغادرة المكان بسرعة، لم أر من كان على يساري، ولم أدرك أنني تسببت في وفاة أحد."

انتظار العدالة والاعتذار

منذ اعتقاله، وُضع المتهم رهن الحبس الاحتياطي بتهمة العنف العمد المؤدي إلى الوفاة دون نية القتل.

أما عائلة الضحية، فهي تنتظر من هذا المحاكمة الحقيقة والاعتذار، على أمل أن تسود جلساتها أجواء الهدوء والاحترام.

وقال محامي العائلة، مارك غاليكس: "الأسرة، التي تحترم القانون، لا تطلب سوى الحقيقة والاعتذار من المتهم، الذي ظل متناقضًا في أقواله."

محاكمة حساسة

القضية التي هزّت الرأي العام الفرنسي، خاصة في مونبلييه، تعيد إلى الواجهة نقاشًا واسعًا حول العنف خلال الاحتفالات الرياضية والتوترات الاجتماعية في بعض الأحياء الشعبية.

ومن المنتظر أن يُصدر الحكم بعد الاستماع إلى الشهادات وتحليل تسجيلات الفيديو التي وثقت الحادث المأساوي.

ويواجه المتهم عقوبة قد تصل إلى 15 سنة سجنًا في حال إدانته.